الحمد لله.
لا شك أن فتنة الدجال من أشد فتن الدنيا.
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَهْطٍ، مِنْهُمْ أَبُو الدَّهْمَاءِ وَأَبُو قَتَادَةَ قَالُوا: كُنَّا نَمُرُّ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، نَأْتِي عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: إِنَّكُمْ لَتُجَاوِزُونِي إِلَى رِجَالٍ، مَا كَانُوا بِأَحْضَرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي، وَلَا أَعْلَمَ بِحَدِيثِهِ مِنِّي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ( مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ )، رواه مسلم (2946) وفي رواية له: (أَمْرٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ).
ولذا تتابع الأنبياء في تحذير أممهم منها.
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الكَذَّابَ ) رواه البخاري (7131)، ومسلم (2933).
وما دامت فتنة ومنكرا عظيما؛ فلا شك أن المسلم مأجور على إنكاره سواء بقلبه أو بلسانه أو بفعله، فكل هذا من أعمال الخير، والله تعالى لن يظلم أحدا، قال الله تعالى:
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ) الكهف/30.
ويزداد أجرهم على حسب صبرهم على شدة الفتنة، كما سبق في جواب السؤال رقم: (371056).
لكن، لم نقف على أجر خاص لمن يصبر على فتنة الدجال، أو من ينجو منها ؛ ويكفيه فضلا، وشرفا، ورفعة: أن ينجو من تلك الفتنة العظيمة؛ أعاذنا الله من شرها؛ فأي فضيلة فوق ذلك؟!
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (42970)، ورقم: (8806).
والله أعلم.