كيف أعمق علاقة أبنائي بالقرآن؟

29-03-2024

السؤال 504231

كيف أعمق علاقة أبنائي بالقرآن؟

الجواب

الحمد لله.

أولًا:
يعد البيت هو المحضن الأول الذي ينبت فيه الطفل، ويترعرع فيه، ويتغذى على ما فيه!!
فإذا كان محضنًا جيدًا؛ فتوقع منه غرسًا طيبًا، وثمارًا شهية. 
وإن كانت بيئة سيئة، تحيط بها كل الآفات؛ فسوف ينعكس ذلك - بلا ريب – على الغرس الذي رَبَا فيه. 
 
ولذلك؛ إذا أردت أن تعمق علاقة أبنائك بالقرآن الكريم؛ فاجعل بيتك قدوة، ومثالًا طيبًا لمن يتعامل مع القرآن الكريم؛ حيث الاحترام الفطري للقرآن، وكثرة الاشتغال به، قراءة، وسماعا، ومدارسة أيضا ما أمكن، وذكرا لشأنه، وتعظيما له. 
والقرآن عندما يذاع في البيت: لا بُدَّ أن يكون بصوت جميل، وأداء حسن، وقراءة صحيحة، ثم لا يكون ذلك بصوت أعلى مما يحتاجه السامع، حتى لا يؤذي الآخرين. 
 
ولا شك أن من أهم وسائل تعظيم القرآن في نفوس الناشئة، وغرس محبته والعناية به في قلوبهم: أن يرى الطفل – الغرس الصغير - : ذلك التعظيم، والاهتمام بالقرآن في والديه، منذ أعوامه الأولى المبكرة؛ فيرى والديه، أو من يحسن القراءة منهما: معظما للقرآن، مقبلا عليه، تاليا له، متغنيا به؛ تارةً يقف متأملًا، وتارةً فرحا مسرورا، وتارةً دامعًا. 
في مثل هذا المشهد المتكرر – أو هكذا ينبغي أن يكون - : سيتولد لدى الطفل فضول شديد ليتعلم ما الذي يقرؤه والداه، وينشغلان به لهذه الدرجة؟
رويدًا رويدًا سوف ينتبه الطفل، ثم يحاول أن يلفت انتباه من حوله لشيء من فضوله المتعلق بهذا (القرآن)، الذي يعظمه والداه، سوف يحاول أن يلتقط، ويحتفظ في ذهنه ببضع كلمات مما يقرؤه الوالدان، وسيرددها وحده، وعندما يلعب، سوف يحاول من حين لآخر، أن ينتهز فرصة لأن يمسك بالقرآن، يفتحه، يحاول أن يقلد والديه في تلاوتهما ... ومن هنا يبدأ الغرس في النبات، والظهور على سطح الأرض، ومن هنا تبدأ مهمة الوالدين في تعاهد هذا الغرس الجديد، بالتنمية والتعذية، وسقاية هذا الفضول، وتقوية هذه المحبة تجاه كتاب الله، في نفس الطفل، واعتبار هذا التعاهد، وهذه "التربية" ... مشروعا ... أو "حصاد" عمر، ينبغي ألا يغفلوا عنه. 
وينظر للفائدة.
 
ثانيًا:
تعميق علاقة الأبناء مع القرآن ليس فعلًا منفصلًا عن غيره من أفعال تربوية وعادات يوميّة، ولا هو أمر يطرأ على حياة أبنائنا دون مقدمات، بل يأتي ضمن خطة تربويّة ذات رؤية إسلاميّة، ترى معرفة معاني القرآن الكريم أهم العلوم وأشرفها، وترى القرآن الكريم الدستور والمرجع والمهيمن على المعارف والأفعال البشرية كافةً، وتحرص على تدريب الناشئ على ما يحتاجه من مهارات، وتعليمه ما يلزمه من معارف.
 
وتعد عملية غرس حب القرآن في قلوب الأبناء من الأمور الصعبة والمعقدة، ومما يساعد المربي على أدائها بيسر: التنوع في استخدام الوسائل التربوية، والحرص على التجديد فيها بما يتلاءم مع شخصية الأبناء.
 
ومن هذه الوسائل:
 
• استخدام الوسائل السمعية والمرئية مثل: المصاحف المسجلة (المصحف المعلم للشيخ الحصري، خاصة في مقرر الحفظ الجديد/ والمرتل، في سماع الماضي)، وغيرها من وسائل العرض مثل: الفيديو.
 
• تعليم الأبناء بواسطة مؤثرات صوتية وضوئية، مثل: استخدام شاشات العرض، أو السبورة الفسفورية وغيرها. (من المفيد للأطفال عرض مشاهد لأطفال يحفظون، ويُسمِّعون القرآن).
 
• كتابة ما يتم حفظه في لوحات بخط جميل، والاحتفاظ به في مكان خاص بالطفل.
 
• توفير برامج المحفظ الآلي، وتعليم الأبناء عليه، ليدخل عليه في الوقت الذي يناسبه.
 
• ابتكار وسائل تتحدى قدرات الأولاد، ليبذلوا أقصى طاقة لهم، ولكن تكون بالترغيب لا بالترهيب. مثل عمل رحلة بعد كل جزء يحفظ من القرآن الكريم.
 
• الحرص على سرد قصص القرآن بأسلوب جذاب وميسر.
 
• استخدام مقدار حفظ القرآن معيارا للمكافأة الخاصة بالحفظة والاجتهاد، ويكون ذلك في بعض الأوقات وليس في كلها. 
 
وينظر للفائدة التربوية حول بعض إشكاليات هذه الجزئية في التعامل مع باقي الأبناء: جواب السؤال رقم (288457 )
 
• عمل لوحات شرف يكتب فيها اسم كل فرد ومقدار ما يحفظ من القرآن الكريم.
 
ولو أردنا أن نعرض الإجراءات المعمقة لعلاقة أبنائنا مع القرآن الكريم حسب المرحلة العمرية، فإنها ستكون ضمن المصفوفة التالية، وهي مستفادة من برنامج نماء التربوي:

مراجع

أنشطة غرس القيمةأو العادة

مؤشرات وجود القيمة

المرحلة العمريّة

 

استماع الأم للقرآن الكريم أثناء حملها خاصة بعد أن يكتسب الجنين القدرة على السماع

 

الجنين

 

الصبر على الطفل خاصة في هذه السن
 

أن يستمع الطفل لتلاوة القرآن الكريم بشكل ممنهج بأن يسمع سورة واحدة خلال أسبوع.

اهتمام الآباء بالتغني بالقرآن والاستماع له

 

 

سنة - ثلاث سنوات

 

الحرص على وضع المصحف في مكان لائق.

 

تكليف الطفل برفع المصحف إن رآه في مكان غير لائق.

تحفيظ الطفل بعض قصار السور في برنامج حفظ.

الولع بالاستماع إلى القصص

 

يتأدب الطفل مع المصحف.

يتلو بعض قصار السور من حفظه

 

يتدرب على الإنصات عند سماع القرآن

 

يعتني بتحسين صوته في التلاوة

 

ثلاث سنوات- خمس سنوات

 

وضع رف خاص للمصحف في غرفة الطّفل.

 

اصطحاب الطفل للمسجد

 

تحفيظ الطفل قصار السور في برنامج حفظ

 

 1. يعدد بعض آداب التعامل مع المصحف ويتأدب بها ويعتني بمصحفه ويلتزم الأدب في المسجد.

 

2. يتقن الطفل تلاوة السور القصيرة دون لحن

 

3.يبيّن الطفل بعض معاني القرآن الكريم

 

4. ينمو حفظه للسور القصيرة من القرآن الكريم

 

  صف أول - صف ثالث

التفسير الميسر للصغار .

 

جزء عم . أحمد عبد الفتاح متام

 

تفسير البراعم المؤمنة . محمد موفق سليمة

 

 براعم الإسلام في العلوم الشرعية (المستوى الأول) جمال القرش

 

جزء عم وكيف تحفظه في 30 يومًا. رشاد محمود أحمد

 

ينتقد مظاهر سوء الأدب مع المصحف وأن يقترح وسائل لتوقير المصحف

 

إعداد برنامج لحفظ أجزاء القرآن الكريم وإتقانه

 

تدوين معاني الكلمات بالرجوع لكتاب تفسير مبسط

 

تدوين بعض الفوائد من الآيات في كراسة

 

1.يتأدب الطفل مع المصحف والمسجد

 

2. يحفظ الطفل جزء عمّ فأكثر

 

3. يزداد إتقانًا للتّلاوة

 

4.  يبين المعنى العام للآيات بأسلوبه

 

5.يبيّن بعض فوائد الآيات

يبيّن معاني أهم كلمات الآيات

 

صف رابع -صف سادس

العشر الأخير

 

زبدة التفسير. محمد الأشقر

 

إعداد برنامج لحفظ القرآن الكريم وتلاوته.

إعداد ورقة عمل في استنباط بعض العبر والفوائد من جزء عم

 

1.يتلو القرآن الكريم دون لحن جليّ

 

2.يبدي اهتماما بإتمام حفظ القرآن الكريم.

 

3. ينمو حفظه للقر، الكريم

 

3. يبين المعني العام لسور جزء عم

 

4. يبين معاني الكلمات الغريبة في سور جزء عم.

 

5. يتدرب على استنباط العبر والفوائد من جزء عم

 

المرحلة المتوسطة

التبيان في آداب حملة القرآن/ النووي

 

حفظ القرآن الكريم . محمد الدويش

 

أحد كتب التجويد المناسبة

 

تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير/ محمد نسيب الرفاعي

 

زبدة التفسير/ محمد الأشقر

 

معجم المتشابهات للزواوي لألفاظ القرآن الكريم

 

التحفة العنبرية في شرح تحفة الأطفال

ابن عبد الوهاب السالمي  

إعداد خرائط مفاهيم تلخّص أحكام التجويد.

إعداد خرائط مفاهيم تلخّص أحكام التجويد.

1-  تحديد جزء للحفظ كل يوم، ويكون الالتزام به أمرا واجبا، وبشرط مراجعته حتى يتم حفظه.

 

2- تحديد رسم واحد لمصحف، ولا يغيره حتى يتذكر أماكن بدايات الآيات والسور، والأجزاء ونهايتها.

 

3- قراءة تفسير ميسر ليساعده على فهم أ يقرأ

الحرص على ربط أول السورة بآخرها، حتى لا يحدث عنده تداخل بين السور وبعضها.

4- القرآن سريع النسيان والتفلت من الذين لا يراجعون باستمرار، فاحرص على المراجعة الدائمة.

 

5- توجد بعض المتشابهات في القرآن الكريم، فعليك العناية بهذه المتشابهات حددها جيدًا

 

6- يعتني بالقرآن الكريم تلاوة وحفظًا وتجويدًا فهو:

 أ- يبدي اهتمامًا عاليًا بإتمام حفظ القرآن الكريم.

ب- يشرح أحكام التجويد النظريّة.

ج- يطبق أحكام التجويد بشكل صحيح.

د- يفسر جزء تبارك

 

المرحلة الثانوية

 

 

* يمكن أن نختار كتبا أخرى يراها المربي أنسب لطفله، أو متاحة لديه أكثر، فكتاب "زبدة التفسير" مثلا: يغني عنه: "التفسير الميسر" ط وزارة الأوقاف، أو "مختصر التفسير"، ط مركز تفسير.
واختصار تفسير ابن كثير المذكور، يمكن أن يغني عنه "المصباح المنير" في اختصار تفسير ابن كثير، أو أي اختصار آخر متاح له، ويمكن أن يكون بدلا منه " أيسر التفاسير" للشيخ أبي بكر الجزائري، رحمه الله، وهو كتاب مفيد، عظيم النفع، خاصة للناشئة والفتيان.
* يرجع مكان حفظ الطفل واختيار المعلم إلى ظروف الأسرة، فقد يكون في الحلقة أو النادي القرآني أو في المنزل.
ولكل خيار من هذه الخيارات ميزاته ومحاذيره التي يحسن بالأهل مراعاتها لضمان فاعلية التعلم واستمراريّته.
كما أن للحوافز في هذه المرحلة أهميتها في تشجيع الطفل.  
ولحفظ القرآن لا بد من وضع خطة زمنية، مع مراعاة الفروق الفردية مثال:
 
خطة الحفظ للماهر في القرآن

المستوى

معدل الحفظ اليومي

معدل الحفظ الأسبوعي

مجموع الحفظ في المستوى 

معدل الزمن المطلوب

من بداية  

إلى نهاية

المستوى الأول

وجهان

10 أوجه

6 أجزاء

60 يومًا

الناس

الشورى

المستوى الثاني

وجهان

10 أوجه

6 أجزاء

60 يومًا

فصلت

الفرقان

المستوى الثالث

ثلاثة أوجه

15 أوجه

6 أجزاء

60 يومًا

النور

الأنفال

المستوى الرابع

ثلاثة أوجه

15 أوجه

6 أجزاء

60 يومًا

الأعراف

الفاتحة

 
ثالثًا: 
* لا تشعر الأبناء بأن ما تبذله معهم في تحفيظهم للقرآن مجهود ثقيل.
 
* لا تستخدم اللوم والاتهام، وخاصة في حالات النسيان، واستخدم أسلوب التدعيم والتشجيع أفضل.
 
* لا تحبط الأبناء في علاقتهم بالقرآن، مثل قولك غبي وفاشل، فهذه من الأخطاء التي تنفر الأبناء من القرآن.
 
* ابتعد عن المقارنات غير العادلة، فالمقارنة بين حفظ شخص وآخر، تكون بعد تأكد المربي التام من تشابه القدرات والميول والاهتمامات.
 
* تجنب بقدر المستطاع كثرة الأوامر والنواهي، ويفضل أن تكون التوجيهات على شكل حوار مقنع، أو بطريقة غير مباشرة، بموقف أو قصة.
 
* ينبغي أن يتذكر المربي أنه ليس الهدف هو حفظ كم كبير من القرآن ولكن الهدف الأسمى هو أن يحب الأبناء القرآن الكريم.
 
* القليل المتقن، أفضل من الكثير غير الناضج، أو المتقن.
ولهذا يمكن التغيير والتصرف في الخطة المقترحة، بحسب ظروف الطفل، وإمكانياته الخاصة؛ لكن، وبكل حال؛ أساس النجاح في أي خطة لحفظ القرآن، ومدارسته: أمران:
الأول، الاستمرار، مهما كانت الظروف؛ فقليل دائم، خير وأعظم بركة ونفعا من كثير منقطع.
والثاني: العناية بالمحفوظ القديم، بصفة يومية، لا تنخرم إلا في أضيق الظروف. 
 
وينظر للفائدة،  وهذا، وهذا، وهذا.
 
والله أعلم. 
القرآن وعلومه
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب