هل يجوز الرد على أحد بعبارة " تُرحبُ بِكَ الجنة"، بعدما قال لي: مرحبا؟ وهل هي عبارة صحيحة؟
الحمد لله.
من قيل له: مرحبا، فإنه يرد بمثلها أو أحسن منها، كأن يقول: مرحبا وأهلا؛ لقوله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا النساء/86.
وأما قوله: ترحب بك الجنة، فإن كان على سبيل الخبر، فهو كذب لا يجوز.
وإن كان على سبيل الدعاء – وهذا هو الظاهر - ؛ أن الجنة ترحب به: فلا نعلم أن الجنة – نفسها - ترحب بمن يدخلها، وإنما ترحب الملائكة بأهل الجنة، كما قال الله تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ الزمر/73
وقال تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ الرعد/23، 24.
وقال تعالى: لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ الأنبياء/103.
وأمور الغيب توقيفية، لا يُتكلم فيها إلا بدليل.
وحيث لم يثبت أن الجنة ترحب بأهلها، فالأولى تركه؛ لِما يُخشى أن يكون من الاعتداء في الدعاء.
وقد روى أبو داود (96)، وابن ماجه (3864)، وأحمد (16847) أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها. فقال: أي بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء والحديث صححه الألباني في "صحيح أبي داود".
ولهذا ينبغي ترك ذلك، واستعمال السلام والترحيب المعهود.
والله أعلم.