أريد استفسار عن حكم قول : لا إله إلا الله وحده ، فقط بدون التكملة ( لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )، هل لا إله إلا الله وحده من ضمن الصيغ المتعددة ؟ وما حكمها، يعني هل هي جائزة، بمعنى أن أتخدها كوِرد؟ وهل يمكن أن أحددها مثلا في 100 مرة ؟
سبب السؤال :
في إحدى الأيام كنت أقراؤها في رؤية منامية فيها حرب بين الجن، ووجدت نفسي أقراؤها ما بين اليقضة والمنام، ورافع إصبع التشهد، يعني وجدت نفسي أقراؤها بصوت مسموع، وكنت رافع إصبع الشهادة، لا أعرف هل هي إشارة أم ماذا؟
الحمد لله.
يجوز للإنسان أن يقتصر على قوله: لا إله إلا الله، أو لا إله إلا الله وحده، دون إضافة: لا شريك له، لأنها جملة تامة فيها نفي الألوهية عن غير الله، وإثباتها لله وحده.
وقد ثبت في السنة الاقتصار على “لا إله إلا الله وحده”، كما روى البخاري (4114)، ومسلم (2724) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: (لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فَلاَ شَيْءَ بَعْدَهُ).
قال الحافظ في “الفتح” (7/ 407): ” ومعنى قوله: (لا شيء بعده) أي جميع الأشياء بالنسبة إلى وجوده كالعدم. أو المراد أن كل شيء يفنى وهو الباقي، فهو بعد كل شيء، فلا شيء بعده، كما قال تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه)” انتهى.
وروى أحمد (1590) عن سَعْدٍ، قَالَ: “حَلَفْتُ بِاللاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ أَصْحَابِي: قَدْ قُلْتَ هُجْرًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ قَرِيبًا، وَإِنِّي حَلَفْتُ بِاللاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ، ثَلاثًا، ثُمَّ انْفُثْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلاثًا، وَتَعَوَّذْ، وَلا تَعُدْ) وصححه شعيب الأرنؤوط في “تحقيق المسند”.
والحاصل: أن هذا ذكر صحيح ثابت، بيّن المعنى، مشتمل على التوحيد ونفي الألوهية عن غير الله تعالى، ولا حرج في الاقتصار عليه دون إضافة “لا شريك له” كما أنه لا حرج في الاقتصار على “لا إله إلا الله”.
لكن إن أدرت أن تجعل لنفسك ورداً، مائة مرة في اليوم، أو ما أشبه؛ فالأحسن أن تجعله بالصيغة التامة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم من أوراد اليوم والليلة:
روى البخاري (3293) ومسلم (2691) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنْ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ، إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ).
وإن شق عليك أن تجعلها مائة في بعض أيامك، أو شغلت عنها، فأتيت بهذا الذكر عشر مرات: فهو حسن أيضا، وقد جاءت به السنة كذلك:
فقد جاء في رواية للإمام أحمد (8719) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مَنْ قَالَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ حِينَ يُصْبِحُ ، كُتِبَ لَهُ بِهَا مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهَا مِائَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ ، وَحُفِظَ بِهَا يَوْمَئِذٍ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي ، كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ ). وصححه الألباني على شرط الشيخين ، كما في ” الصحيحة ” (6/136).
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم: (259154)، ورقم: (198419).
والله أعلم.