الحمد لله.
وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من نبي يمرض إلا خيّر بين الدنيا و الآخرة ) وكان في شكواه الذي قبض فيه ، فأخذته بحة شديدة ، فسمعته يقول : ( مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ) فعلمت أنه خيّر ) . تفسير ابن كثير
ثم ذكر رحمه الله تعالى بعض ما روي في سبب نزول الآية ، ثم قال : ( وأعظم من هذا كله بشارة : ما ثبت في الصحاح والمسانيد وغيرهما من طرق متواترة عن جماعة من الصحابة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ؟ أي لم يصل إلى مرتبتهم في العمل الصالح ، فقال صلى الله عليه و سلم : ( المرء مع من أحب ) قال أنس بن مالك رضي الله عنه : فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث ، إني أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وأرجو أن يبعثني الله معهم و إن لم أعمل بعملهم ) . انتهى
فليس في الآية كما ترى أي مسوغ للصوفية أو لمذهبهم .
وإن كان الصوفية صادقين فليطيعوا الله ورسوله ويلتزموا بشرعه - كما نصّت عليه الآية - ليكونوا من الفائزين ، أما أن يدّعوا معرفة الأولياء بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله ويجعلوا الطّواف بالقبور والطلب من الموتى عبادة وقُربة وهو في الحقيقة استغاثة بغير الله وكفر وشرك ، ويقولون إنّ الله يوحي إلينا بأمور يُلقيها في قلوبنا زائدة على ما في القرآن والسنّة ، وأنّ الخواص ليسوا ملزمين بشريعة الإسلام المفروضة على العوام ، ويبتدعون أذكارا يواظبون عليها ليست في الكتاب ولا في سنّة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثمّ بعد هذا كله يريدون أن يكونوا من الفائزين ومع النبيين والصّديقين فهيهات هيهات بل هم مع الشياطين والمشركين ، نسأل الله السلامة والعافية ، رزقنا الله وإياك حب نبيه صلى الله عليه وسلم وحب صحابته الكرام وجمعنا بهم في مقعد صدق عنده إنه مليك مقتدر .