تشترط عليهم الدولة فتح حساب في بنك وليس عندهم بنك إسلامي
أريد أن أؤسس شركة صغيرة , أخدم بها أهلي وأمتي , لكن في بلادنا لابد أن يكون للمؤسِّس لشركة ما "حساب بنكي" , مع العلم أنه لا يوجد بنك بدون ربا ، فما العمل ؟
الجواب
الحمد لله.
الربا من أكبر الكبائر ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وجاء فيه من الوعيد ،
ما لم يأت في غيره من المعاصي .
ووضع الأموال في البنوك بفوائد هو الربا الذي حرمه الله ورسوله .
ولكن إذا اضطر المسلم إلى وضع أمواله في البنوك الربوية لعدم وجود بنك إسلامي ، أو
لأن الشركة التي يعمل بها تلزمه بذلك لتحول له الراتب على حسابه بالبنك ، أو لأن
الحكومة تلزمه بذلك ، أو نحو ذلك من الأعذار ، فلا حرج عليه في ذلك إن شاء الله ،
ولكن بشرط ألا يأخذ فوائد على هذه الأموال الموضوعة في البنك .
فإن كان نظام البنك لا يسمح بذلك ، بل لا بد أن يعطيه فوائد ، فيلزمه إذا أخذها أن
يتخلص منها ، وينفقها في وجوه الخير المختلفة .
وهذه فتاوى أهل العلم في هذه المسألة :
1- قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
"يحرُم الإيداع في البنوك الربوية إلا عند الضرورة وبدون فائدة"
انتهى
.
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 13 / 384 ) .
وقالوا أيضاً :
"الفوائد الربوية من الأموال المحرمة ، قال تعالى : ( وأحل الله البيع وحرم الربا )
، وعلى من وقع تحت يده شيء منها التخلص منها بإنفاقها فيما ينفع المسلمين ، ومن ذلك
: إنشاء الطرق , وبناء المدارس , وإعطاؤها الفقراء "
انتهى
.
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 13 / 354 ).
2- وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
"أما كونه يحفظ ماله في البنك للضرورة ، لعدم وجود مكان يحفظه فيه ، أو لأسباب أخرى
وبدون ربا ، أو يحوله بواسطة البنك : فلا بأس بذلك إن شاء الله ، ولا حرج فيه"
انتهى
.
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 7 / 290 )
.
3- وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"يوجد بعض الجهات من شركات وغير شركات تلزم الموظفين أن يفتحوا حساباً في أي بنك من
البنوك من أجل أن تحيل الرواتب إلى هذا البنك , فإذا كان لا يمكن للإنسان أن يستلم
راتبه إلا عن هذا الطريق : فلا بأس , يفتح حساباً ، لكن لا يدخل حساباً من عنده ,
يعني : لا يدخل دراهم من عنده , أما كونه يتلقى الراتب من هذا : فلا بأس"
انتهى
.
" لقاءات الباب المفتوح " ( 111 / السؤال
رقم 10 ) .
والله أعلم