الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

حديث عن غزو الهند

145636

تاريخ النشر : 31-03-2010

المشاهدات : 74768

السؤال

هناك حديث يتكلم عن غزو الهند ، وأن من يشارك في هذا الغزو فإنه يدخل الجنة ، أريد معرفة صحة هذا الحديث ، والمرجع ، وسلسلة الرواة ، وشرحه بالتفصيل .جزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله.

أولا :

الأحاديث الواردة في غزو الهند هي كالآتي :

الحديث الأول :

عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنْ النَّارِ : عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ ، وَعِصَابَةٌ تَكُونُ مَعَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام ) العصابة : الجماعة . أحرزهما : وقاهما .

رواه النسائي (رقم/3175)، والإمام أحمد في " المسند " (37/81) طبعة مؤسسة الرسالة ، وحسنه محققو هذه الطبعة ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/1934)

الحديث الثاني :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : ( وَعَدَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ الْهِنْدِ ، فَإِنِ اسْتُشْهِدْتُ كُنْتُ مِنْ خَيْرِ الشُّهَدَاءِ ، وَإِنْ رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ )

ورد هذا الحديث من طرق ثلاثة عن أبي هريرة :

الطريق الأولى : عن جبر بن عبيدة عن أبي هريرة .

رواه الإمام أحمد في " المسند " (12/28) وغيره ، وهذا إسناد ضعيف بسبب جبر بن عبيدة ،

لم يرو عنه إلا راو واحد اسمه سيار بن الحكم ، ولم يوثقه أحد ، وإنما ذكره ابن حبان في " الثقات " ذكرا مجردا ، ولذلك قال الإمام الذهبي : " لا يُعرف مَن ذا ، والخبر منكر " انتهى. انظر : " تهذيب التهذيب " (2/59)

الطريق الثاني : البراء بن عبد الله الغنوي ، عن الحسن البصري ، عن أبي هريرة قال :

( حَدَّثَنِي خَلِيلِي الصَّادِقُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ : يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْثٌ إِلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ ، فَإِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُ فَاسْتُشْهِدْتُ فَذَاكَ ، وَإِنْ أَنَا - فَذَكَرَ كَلِمَةً - رَجَعْتُ وَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ ، قَدْ أَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ )

رواه النسائي في " السنن " (رقم/3173)، وأحمد في " المسند " (14/419)، ولكنه إسناد ضعيف أيضا ، بسبب البراء بن عبد الله الغنوي الذي اتفقت كلمة النقاد على تليين حديثه ، كما في " تهذيب التهذيب " (1/427)، ثم فيه انقطاع ما بين الحسن البصري وأبي هريرة رضي الله عنه .

الطريق الثالث : هاشم بن سعيد ، عن كنانة بن نبيه ، عن أبي هريرة .

رواه ابن أبي عاصم في " الجهاد " (رقم/247)، ولكنه إسناد ضعيف أيضا بسبب هاشم بن سعيد ، قال عنه ابن معين : ليس بشيء . وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث . انظر : " تهذيب التهذيب " (11/17)

الطريق الرابع : عن صفوان بن عمرو ، عن بعض المشيخة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذكر الهند - فقال : ( ليغزون الهند لكم جيش يفتح الله عليهم ، حتى يأتوا بملوكهم مغللين بالسلاسل ، يغفر الله ذنوبهم ، فينصرفون حين ينصرفون فيجدون ابن مريم بالشام ) قال أبو هريرة : إن أنا أدركت تلك الغزوة بعت كل طارف لي وتالد وغزوتها ، فإذا فتح الله علينا وانصرفنا فأنا أبو هريرة المحرر ، يقدم الشام فيجد فيها عيسى بن مريم ، فلأحرصن أن أدنوا منه فأخبره أني قد صحبتك يا رسول الله . قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحك ثم قال : هيهات ، هيهات .

رواه نعيم بن حماد في " الفتن " (ص/409) وفي سنده إبهام الراوي عن أبي هريرة ، كما أن في سنده بقية بن الوليد مدلس وقد عنعن .

الحديث الثالث : ( يغزو قوم من أمتي الهند ، فيفتح الله عليهم ، حتى يلقوا بملوك الهند مغلولين في السلاسل ، يغفر الله لهم ذنوبهم ، فينصرفون إلى الشام فيجدون عيسى بن مريم بالشام )

رواه نعيم بن حماد في " الفتن " (ص/399) قال : حدثنا الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، عمن حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا إسناد ظاهر الضعف بسبب عنعنة الوليد بن مسلم ، وظاهره ـ أيضا ـ الإرسال ، لأنه ليس فيه أن من حدث صفوان بن عمرو سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أنه كان صحابيا .

فالخلاصة أن حديث ثوبان هو الذي صح في غزوة الهند ، وأما حديث أبي هريرة فعامة أسانيدها ضعيفة ، فالله أعلم .

ثانيا :

الذي يبدو من ظاهر حديث ثوبان وحديث أبي هريرة ـ إن صح ـ أن غزوة الهند المقصودة ستكون في آخر الزمان ، في زمن قرب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام ، وليس في الزمن القريب الذي وقع في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" وقد غزا المسلمون الهند في أيام معاوية سنة أربع وأربعين ، وكانت هنالك أمور سيأتي بسطها في موضعها ، وقد غزا الملك الكبير الجليل محمود بن سبكتكين صاحب غزنة في حدود أربعمائة بلاد الهند ، فدخل فيها ، وقتل ، وأسر ، وسبى ، وغنم ، ودخل السومنات ، وكسر الند الأعظم الذي يعبدونه ، واستلب سيوفه ، وقلائده ، ثم رجع سالما مؤيدا منصورا " انتهى.

" البداية والنهاية " (6/223)

ولذلك يقول العلامة حمود التويجري رحمه الله :

" وما ذكر في حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه نعيم بن حماد من غزو الهند ؛ فهو لم يقع إلى الآن ، وسيقع عند نزول عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام ، إن صح الحديث بذلك . والله أعلم " انتهى.

" إتحاف الجماعة " (1/366)

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب