الجمعة 10 شوّال 1445 - 19 ابريل 2024
العربية

حكم تناول وبيع المكملات الغذائية المشتملة على الكولاجين الحيواني

261325

تاريخ النشر : 09-01-2018

المشاهدات : 21252

السؤال

أنا أملك مؤسسة مهتمة باستيراد المكملات الغذائية والأغذية الخاصة بالرياضيين ، وبعض هذه الأغذية تحتوي على مادة Hydrolysed Collagen ، وأخبرتني الشركة المصنعة أن مصدرها من البقر ، ولكن لا أدري إذا كان مذبوحا أو ميتة ، فما حكم هذا المنتج ؟ وهل يجوز استيراده واستعماله ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

جاء في الموسوعة العربية العالمية: "الكولاجين  Collagen : مادةٌ بروتينية تُوجد في كل أجسام البشر والحيوانات على حدِّ سواء.

يوفِّر الكولاجين قدرًا من القوة ويُعطي الشكل للأنسجة الضامة كالأربطة والأوتار والعظام. كما يوفّر للجلد والأوعية الدموية الكثير من القوة والمرونة.

توجد في الجسم أنواع عديدة من الكُولاجين، تقوم الخلايا بصنعها ثم تُفرزها داخل المادة بين الخلوية (المادة الموجودة خارج الخلايا). ويمكن للجزيئيات المفردة من الكولاجين أن تتحد مع بعضها مُشكلة أبنية كبيرة؛ وينتج عن هذه العملية تكوِّن الأنسجة.

يتفكك الكولاجين بالإصابات، مثل الجروح وكسر العظام. ولكي تبرأ هذه الجروح والكسور، يزول الكولاجين المتفكك ويتكون كُولاجين جديد، ثم يتحول هذا الكولاجين الجديد إلى أنسجة.

ومعظم مُشكلات آلام المفاصل تحدثُ من تدمير الكُولاجين في الغَضروف والعظام. ويكون الكُولاجين شاذًا عند بعض الأفراد الذين لديهم بعض الاضطرابات الموروثة...

وللكُولاجين الحيواني فوائد كثيرة؛ فالهُلام (الجيلاتين) يصنع من الكُولاجين، كما يُستخدم في الأطعمة ومواد الغراء. ويُستخدم كذلك في صنع الشامبو ومُستحضرات التجميل المشابهة.

أما في المجال الطبِّي، فإنه يُستخدم لصنع صمامات القلب الصناعية وتغطية الندوب والتجاعيد" انتهى.

ثانيا:

الكولاجين الحيواني : إن أُخذ من حيوان مذكى ذكاة شرعية فهو طاهر مأكول .

وإن أخذ من ميتة ، أو من حيوان لم يذكَّ ذكاة شرعية : فهو نجس يحرم تناوله ، لأنه جزء من الميتة .

لكن إذا كان قد عولج ، وأضيفت إليه مواد ، فاستحال إلى مادة أخرى تختلف عن العين النجسة التي تم استخراجه منها في الصفات والخصائص : فلا حرج في أكله وتناوله ؛ لأن الاستحالة مطهرة على الراجح.

وأما إذا لم يتحول تحولاً كاملاً ، بل بقي محافظاً على شيءٍ من صفات وخصائص العين النجسة التي أُخذ منها : فلا يجوز تناوله، لأنه جزء من العين النجسة.

وقد ذكرنا اختلاف الباحثين فيما يتعلق بمادة الجيلاتين –والكلام ينطبق أيضا على مادة الكولاجين- هل تتم بشأنه استحالة كاملة ، أم استحالة جزئية ، فيظل الجيلاتين محافظاً على خصائص العين النجسة التي أخذ منها؟

واستظهرنا القول بتحريم تناوله، وذكرنا أدلة ذلك، فانظر جواب السؤال رقم (219137).

وعليه :

فإذا لم يتبين لك أن الكولاجين يستحيل استحالة كاملة إلى مادة أخرى ، مخالفة في الصفات لما أخذت منه، وكان الكولاجين مأخوذا من ميتة أو من أبقار لم تذكَّ الذكاة الشرعية : فإنه لا يجوز تناوله، ولا بيعه؛ لأنه جزء من الميتة، وقد روى البخاري (2236) ومسلم (1581) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ : ( إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ ).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب