الحمد لله.
1. نحمد الله تعالى أن هداك للإسلام ونسأله تعالى أن يتم عليك النعمة بالثبات عليه ، وهداية أهلك ودخولهم في الإسلام .
2. وقد أحسنتَ بموقفك من عدم حضور الخدمات الدينية في الكنيسة ، إذ المشاركة في مثل هذه الأمور الدينية عند غير المسلمين أقل أحوالها أنها من الكبائر ، وقد تصل إلى الكفر .
3. وأما المشاركة في مأدبة الطعام فإن غلب على ظنك وجود الخمر فيها ، فإننا ننصحك أن تمتنع عن المشاركة كما فعلت أولا ، والمشاركة في مثل هذا الاحتفال من المحرمات وكبائر الذنوب ، وقد قال الله تعالى : (فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان " رواه مسلم ( 49 )
والمشارك في مثل هذه الأمور لا يستطيع أن يغير المنكر بيده ولا بلسانه - في الغالب - ، فلم يبق إلا التغيير بالقلب ، وهو يتنافى مع المشاركة .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر ) رواه أحمد ( 14241 ) ، وقد صححه العلامة الألباني في " إرواء الغليل " ( 7 / 6 ) .
وسبب التحريم - كما هو ظاهر - هو أن الجلوس يعني إقرار المنكر .
4. إن تقديم مثل هذه التنازلات من قبل الأخ السائل بالإضافة إلى أنه لا يجوز له شرعاً : فإنه يضعف موقفه في محاولات دعوة أهله إلى الإسلام ، وكلما كان الداعية صادقاً في نفسه ومع ربه كان تأثيره أقوى في دعوة الآخرين ، وأما تمييع المسائل وتذبذب المواقف فإنه يفقد الثقة فيه من قِبَل الآخرين .
والله أعلم .
تعليق