الحمد لله.
أولا :
العمل في البنوك الربوية ، لا شك في تحريمه ، لحرمة الربا وحرمة الإعانة عليه بأي وجه من الوجوه ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم ( 26771 ) .
وعليه فيلزمك التوبة إلى الله تعالى ، والمسارعة إلى ترك هذا العمل قدر استطاعتك .
ولا نقول إنه يجب عليك الاستمرار في عملك حتى تجد البديل ، بل نقول عجل بتركه مع طلب البديل ، وثق بأن الله تعالى سيعوضك خيرا ، فإنه ما ترك إنسان شيئا لله إلا عوضه الله خيرا منه ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه ) رواه أحمد ( 21996) ، وقال الألباني : سنده صحيح على شرط مسلم . لكن جدّ واجتهد في البحث ، وسل الله تعالى التوفيق والعون ، وكن على يقين بأن الله تعالى أكرم من أن يضيعك قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2-3
وفي مسند الإمام أحمد ( 205) من حديث عمر بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " يَقُولُ : إِنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا )وصححه الألباني في الصحيحة ( 310) .
ثانيا :
إذا لقي الإنسان ربه بأعمال صالحة كصلاة وصيام وإحسان ، ولقيه بذنب الربا ، فإن كان قد تاب منه ، فإن سيئاته تبدل حسنات كما وعد الله تعالى في قوله : ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الفرقان/70
وإن لقيه مصرا على الربا غير تائب منه ، فهذا ممن خلط عملا صالحا وآخر سيئا ، وأمره إلى الله تعالى ، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ، كما قال سبحانه : ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة/102، وقال : ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة/106
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
تعليق