الحمد لله.
لا يجوز للمسلم المشاركة في أعياد الكفار واحتفالاتهم المبتدعة ، كعيد الفصح والكريسمس وغيرهما ، لما في المشاركة والحضور من الإعانة على هذا المنكر ، والتكثير لأهله ، والتشبه بهم ، وكل ذلك ممنوع ، قال تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبّه بقوم فهو منهم ) رواه أبو داود (4031) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (5/109).
قال ابن القيم رحمه الله : ولا يجوز للمسلمين حضور أعياد المشركين باتفاق أهل العلم الذين هم أهله . وقد صرح به الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة في كتبهم . . . وروى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم) . وقال عمر أيضاً : (اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم) . وروى البيهقي بإسناد جيد عن عبد الله بن عمرو أنه قال : (من مَرَّ ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة) انتهى من "أحكام أهل الذمة" (1 /723).
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن الاحتفالات الوطنية الأرجنتينية والتي تقام في كنائسهم كعيد الاستقلال - والاحتفالات النصرانية العربية كعيد الفصح -
فأجابت : " لا تجوز إقامتها من المسلمين ولا حضورها ولا المشاركة فيها مع النصارى ؛ لما في ذلك من الإعانة على الإثم والعدوان، وقد نهى الله عن ذلك.
وبالله التوفيق " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (2/76).
والحاصل : أن أعياد الكفار لا يجوز الاحتفال بها ، ولا مشاركة أهلها ، سواء مارسوا فيها شيئا من دينهم ، أم اكتفوا باللهو واللعب ؛ لأن نفس الاحتفال بدعة محرمة ، وإن كان حضور طقوسهم الدينية أشد تحريما .
وعلى المسلم أن يقضي هذا اليوم كغيره من الأيام ، لا يخصه بطعام ولا شراب ، ولا غيره من مظاهر السرور ، التي يفعلها المحتفلون بهذا العيد ، كالخروج للحدائق والمتنزهات والألعاب وما شابه ذلك ؛ ليبرأ من إثم الإقرار والمشاركة .
والله أعلم .
تعليق