الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024
العربية

نزل في بلد مسلمين والسلطات تمنع الملابس الإسلامية

السؤال

أنا أحد أفراد الجيش الأمريكي وأعمل في بلد أجنبي, وقد صادف أن يكون هذا البلد بلدا إسلاميا, لكن حكومة هذا البلد تبذل جهودها لتحويل هذا البلد إلى دولة مدنية ويبقى الدين في المنزل أو في المسجد.  وأريد أن أعرف ما إذا كانت تصرفاتي تدل على التحدي أم لا, وهل علي أن احترم القوانين غير المكتوبة ومنها مثلا :
1- يجب إلا تُلبس الملابس الإسلامية, وتلك الملابس لا تُلبس قرب أي من المباني الحكومية
2- لا تُحمل الكتب الدينية أو أي مواد للقراءة بشكل ظاهر مثل القرآن فقد قيل بأن ذلك لا تستحسنة قوانين الحكومة في ذلك البلد.
أنا لا أنوي أن أتحدى ما يقال عنه قوانين أو أنظمة, لكني أريد أن أفعل ما تعودت على فعله.  هل ورد حديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعدل عن ارتداء ملابسه مراعيا قوانين البلد التي هو فيها, أو أنه كان يقلل من تحديث غيره من المسلمين بأمور الدين بشكل علني؟  أعني, من المفروض أن يكون هذا البلد بلدا إسلاميا, أنا لا أحاول أن أعاكس التيار, لكني مسلم, وقيامي بهذه الأعمال هو عادي جدا.  بالإضافة إلى ذلك, فأناأشاهد النصارى يلبسون ملابسهم الدينية وصلبانهم بشكل ظاهر.  

الجواب

الحمد لله.


نرى في هذه الحال إذا قدرت على أن تظهر شعائر الإسلام فلا تدخر وسعا ، فإن الإنسان إذا دخل بلاد الكفر لم يجزْ له أن يقيم فيها إلا إذا كان قادرا على إعلان دينه ، وإظهار شعائره ، ولا شك ان من إظهاره ذكر الله وقراءة القرآن وكذلك المظاهر الإسلامية في اللباس وإعفاء اللحى ، وتجنب المحرمات كشرب الخمور وغيرها . وبالنسبة للباس نرى أنك إذا تمكنت من إظهار لباس الإسلام أن تعلنه ، وتلبس لباس المسلمين ، وتقول أننا مسلمون ولنا حرية في اختيار ديننا ، وإظهاره ، كما أنكم أيها النصارى تلبسون لباسكم المعتاد وتظهرون إمارات دينكم كالصلبان التي في أكسيتكم ، فلنا نحن كما لكم حق . وإذا كانت هذه أنظمة يفرضونها على من كان يعمل عندهم فنقول إن وجدت بلدة غيرها تنتقل إليها حتى تتمكن من إظهار شعائر دينك فافعل ، وأما إذا لم تستطع فلك أن تظهر ما تستطيعه من إظهار دينك ، وإظهار شعائره . والدين لا يكون محجورا في المنزل أو المسجد ، بل الدين يُعمل به في الأسواق ، والطرقات ، والشركات  والأماكن العامة كلها . ولا شك أن النبي عليه الصلاة والسلام ما كان يُداهن في دينه ، فلما كان في مكة قبل الهجرة كان يصلي علنا وهم ينظرون ، وبعدما تميز المسلمون جعلوا لهم لباسا خاصا عليهم أن يلبسوه  ويتركوا ما يخالفه مما يكون شعارا للكفار يتميزون به لأنه تشبه ، ومن تشبه بقوم فهو منهم كما جاء في الحديث .

الشيخ عبد الله بن جبرين .

وانتهز فرصة وجودك في بلد المسلمين الذي دخلته لتذكير الناس بأصولهم الإسلامية وربطهم بدينهم وتاريخهم الإسلامي ، ومركزك الذي أنت فيه يمكنك من إعلان ما تريد دون أن تخشى أذى - في الغالب - من أهل البلد فمجاهرتك بدينك ولباسك مما يشجع المسلمين ويحمسهم لإظهار دينهم ، فلا تنس أن تحتسب الأجر في ذلك ، وصبرك على الأذى الذي يأتيك من الكلام هو أجر لك عند الله ، والله لا يضيع أجر من أحس عملاً .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد