الحمد لله.
"أولاً : ننبه أنه لا ينبغي للمسلم أن ينذر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِنَّ النَّذْرَ لَا يُقَدِّمُ شَيْئًا وَلَا يُؤَخِّر، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِالنَّذْرِ مِنْ الْبَخِيلِ) .
ينبغي للمسلم أن يفعل الخير وأن يتصدق ، وأن يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بما يسر الله بدون نذرٍ، لكنه إذا ألزم نفسه بذلك وجب عليه الوفاء ، إذا كان نذره نذر طاعة ، قال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ ) ، وقال الله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا) الإنسان/7 ، وقال تعالى : ( وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ) البقرة/270 .
فإذا نذر الإنسان نذر طاعة ، وجب عليه الوفاء به ، والسائلة تذكر أنها نذرت أن تذبح شاة في سنةٍ معينة وتوزعها على الفقراء ، هذا نذر طاعة ، لأنَّ ذبح الشاة فيه قربة إلى الله سبحانه وتعالى ، والتصدُّق بلحمها فيه قربة أيضاً ، وقد عيَّنته في وقت محدّد ، كان يجب عليها أن توفي في وقته ، وما دام أنَّها أخرَّته عن وقته ، فإنَّه يجب عليها تنفيذه قضاءً ، يجب عليها أن تذبح ما نذرته تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى ، وتتصدق بلحمه، ويكون هذا قضاء ، وعليها بدل التأخير كفارة يمين .
إذاً يلزمها شيئان :
أولاً : تنفيذ النذر الذي نذرته قضاءً .
ثانياً : كفارة يمين تكون عن تأخيره عن وقته .
وكفارة اليمين ، كما قال الله تعالى : (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ) المائدة/89 ، هذه كفارة اليمين .
وأمَّا أنَّها تتصدَّق وتُعطي أختها تتصدَّق بدراهم ، فهذا لا يكفي عن النذر ، لأن النذر معيَّن بذبيحة ، وليس هو صدقة مطلقة ، فلا يكفي عن النذر ، وصدقتها التي ذكرت فيها أجر ، وفيها خير إن شاء الله ، ونرجو أن يصل ثوابها إلى المتوفاة ، ولكنها لا تكفي عن النّذر ، والله أعلم" انتهى .
"مجموع فتاوى الشيخ صالح الفوزان" (1/96) .
تعليق