الحمد لله.
الشريعة الإسلامية مبنية على التيسير ، ولا يمكن أن تأتي بما يعنت الناس ويوقعهم في الحرج والمشقة ، والله سبحانه وتعالى يقول : ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) البقرة/185.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ) رواه البخاري (39) .
والذي يظهر لنا من سؤالك أن حالتك طبيعية لا تستدعي وضع شريط لاصق ولا شيء ، وإنما هي وسوسة من الشيطان ليوقعك في الحرج والمشقة ويجعلك تضيق على نفسك ، حتى يبغض إليك العبادة ، وتراها ثقيلة عليك .
فلا يؤمر المسلم بعد الوضوء أن يفتش عن نفسه هل خرج منه شيء أم لا ؟
بل عليه أن يستنجي ثم يرش على فرجه شيئاً من الماء ، حتى لا يفتح على نفسه باب الوسواس ، ثم يتوضأ ويصلي ، ولا يلتفت لما يلقيه الشيطان في نفسه أنه خرج منه شيء .
وقد سئل الحسن البصري رحمه الله عما يجده الرجل من البلة بعد الوضوء والاستنجاء فقال : (الْهُ عنه ) أي : لا تشتغل به ولا تهتم به .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "لقاء الباب المفتوح" (184/15) السؤال الآتي :
إذا انتهيت من الوضوء واتجهت إلى الصلاة أحس بخروج قطرة من البول من الذكر ، فماذا عليَّ ؟
فأجاب :
" الذي ينبغي أن يُتلهَّى عن هذا ويُعرض عنه ، كما أمر بذلك أئمة المسلمين ، ولا يلتفت إليه ، ولا يذهب ينظر في ذكره ، هل خرج أو لا ؟ وهو بإذن الله إذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وتركه يزول عنه ، أما إذا تيقن يقيناً مثل الشمس فلا بد أن يغسل ما أصابه البول ، وأن يعيد الوضوء ؛ لأن بعض الناس إذا أحس ببرودة على رأس الذكر ظن أنه نزل شيء ، فإذا تأكد فكما قلت لك ، وهذا الذي تقول ليس فيه سلس ؛ لأن هذا ينقطع ، السلس يستمر مع الإنسان ، أما هذا فهو بعد الحركة يخرج نقطة أو نقطتان ، هذا ليس بسلس ؛ لأنه إذا خرجت نقطتان وقف ، فهذا يغسل ويتوضأ مرة ثانية ، وهكذا يفعل دائماً ، وليصبر وليحتسب " انتهى
فإذا لم تتيقن خروج شيء ، فإنك على وضوئك وطهارتك ، ولا تفتش هل خرج شيء أم لا ؟
والله أعلم .
تعليق