الحمد لله.
المصلي يناجي ربه ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ) رواه البخاري (390) ومسلم (762) فينبغي أن يكون على أهبة الاستعداد لهذه المناجاة ، فيكون بدنه نظيفا ، وثوبه نقيا ، ومكانه نظيفا خاليا من الروائح الكريهة ، فقد قال تعالى : (يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف/31 .
فالمصلي مأمور بالتجمل والتزين عند الصلاة .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ ) رواه البخاري (838) ومسلم (370) .
أما صحة الصلاة مع وجود الرائحة الكريهة فهي صحيحة لكنها مكروهة .
وإذا كانت الصلاة في المسجد ، وهذه الرائحة ظاهرة بحيث تؤذي المصلين والملائكة ، كان ذلك محرماً ، روى البخاري (806) ومسلم (870) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ يَعْنِي الثُّومَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (قَالَ مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَقْرُبْ مَسَاجِدَنَا يُؤْذِينَا بِرِيحِ الثُّومِ) رواه مالك في الموطإ (27)
فالنصيحة أن تعتني يتنظيف فمك ، وإذا كان الأمر يقتضي علاجا أن تعالجه حتى لا تبقى في حرج وبعد عن الصلاة في الجماعة .
والله أعلم
تعليق