الحمد لله.
لقد كرم الله الإنسان وصانه حيا وميتا ، فقال تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ ) الإسراء/70 ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا ) رواه أحمد (24730) وأبو داود (3207) وابن ماجه (1616) من حديث عائشة رضي الله عنها ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
كما جاء النهي عن التمثيل بالميت .
ولاشك أن إحراق الميت أعظم من كسر عظامه ، ومن التمثيل به .
وقد شرع الله لعباده الدفن ، وعلمه ابن آدم الأول ، كما قال سبحانه : ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ) المائدة/31 .
وعليه ؛ فلا يجوز إحراق جثث الموتى ولو أوصوا بذلك ، أو رغب أهاليهم في ذلك ؛ لأن هذا من المنكر الذي لا يجوز فعله أو الإعانة عليه ، والكفار مخاطبون بفروع الشريعة ، فيحرم عليهم فعل ذلك أيضا ، ولا يجوز أن يعانوا على فعله .
وبهذا يتبين أنه لا يجوز لك إعطاء تصريح بحرق الجثة ولو رغب ذووها في ذلك .
والله أعلم.
تعليق