الحمد لله.
يجوز العمل في فرقة أفراح إسلامية ، إذا خلا العمل من المحاذير الشرعية ، وتقيد بالضوابط التالية :
1- أن يكون الإنشاد أمام الرجال فقط ، ولا يجوز أن يكون في حضور النساء ؛ لتحريم الاختلاط ، ولما يؤدي إليه ذلك من الشر والفساد .
2- أن يكون الغناء بكلام مباح خال من المجون والخلاعة .
3- ألا يصاحب الإنشاد شيء من آلات المعازف ، لا الطبل ولا الدف ولا غيرها ، لتحريم استعمال آلات المعازف ، وتحريم استعمال الدف للرجال على الراجح ، وينظر في ذلك : سؤال رقم 5000 ورقم 5011 ورقم 20406 ورقم 9290
4- ألا يصاحب الإنشاد مؤثرات صوتية تشبه المعازف ، سواء كانت بالكمبيوتر أو بغيره .
قال الشيخ الألباني رحمه الله : " بل قد يكون في هذا – [ أي : الأناشيد ] - آفةٌ أخرى ، وهي أنّها قد تُلحَّن على ألحان الأغاني الماجنة ، وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية والغربية التي تطرب السامعين وترقصهم ، وتخرجهم عن طورهم ، فيكون المقصد هو اللحن والطرب ، وليس النشيد بالذات ، وهذه مخالفة جديدة ، وهي التشبه بالكفار والمجّان ، وقد ينتج من وراء ذلك مخالفة أخرى ، وهي التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن وهجرهم إياه ، فيدخلون في عموم شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من قومه ، كما في قوله تعالى : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) الفرقان/30" انتهى من "تحريم آلات الطرب" (ص 181) .
ومعلوم أن الشرع حرم سماع آلات المعازف لما تحدثه أصواتها المطربة من تأثير في القلب ، فتصيبه بالنفاق ، ويهجر كلام الله ، ولا يجد لذته إلا في هذه الأغاني ، ومعلوم أن بعض هذه الإيقاعات أشد طرباً من المعازف ، وتأثيرها في نفس السامع إن لم يكن أعظم من تأثير آلات المعازف ، فليس بأقل منها ، والشرع الحكيم لا يمكن أن يحرم شيئاً لمفسدته ثم يبيح ما هو مثله أو أعظم .
فهذه الإيقاعات إن كان صوتها كصوت آلات المعازف ، فحكمها حكم آلات المعازف في التحريم.
5- ألا توضع صور المنشدين على أغلفة أشرطتهم ! تشبهاً بالفساق من المغنين .
وينظر جواب السؤال رقم 91142 .
فإذا خلا عمل الفرقة من هذه المحاذير فلا حرج عليك في العمل معها .
واعلم أن أبواب الرزق كثيرة ، لكن يحتاج الأمر إلى سعي واجتهاد ، فاستعن بالله ولا تعجز ، ولا يحملنك استبطاء الرزق أن تطلبه بمعصية الله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته) رواه أبو نعيم في الحلية ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2085) .
نسأل الله أن ييسر أمرك ، ويبارك في رزقك .
والله أعلم .
تعليق