الحمد لله.
السحر منكر وكفر ، وإذا كان المريض لم يشف بالقراءة فالطب أيضاً لا يلزم منه الشفاء ؛ لأنه ليس كل علاج ينفع ويحصل به المقصود ، فقد يؤجل الله الشفاء إلى مدة طويلة ، وقد يموت الإنسان بهذا المرض ، وليس من شرط العلاج أن يشفى الإنسان ، وليس ذلك بعذر إذا عالج عند إنسان بالقراءة ولم يظهر له الشفاء أن يتوجه إلى السحرة ، لأن المكلف مأمور بتعاطي الأسباب الشرعية المباحة ، وممنوع من تعاطي الأسباب المحرمة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عباد الله تداووا ، ولا تداووا بحرام ) ، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ) .
فالأمور كلها بيد الله سبحانه ، فهو الذي يشفي من يشاء ، ويقدر الموت والمرض على من يشاء ، كما قال سبحانه : ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) الأنعام/17 ، وقال تعالى : ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ) يونس الآية/107 ، فعلى المسلم الصبر والاحتساب ، والتقيد بما أباح الله له من الأسباب و الحذر مما حرم الله عليه ، مع الإيمان بأن قدر الله نافذ وأمره سبحانه لا راد له ، كما قال عز وجل : ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس/82 ، وقال سبحانه : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) التكوير/29 ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
تعليق