الحمد لله.
أولاً:
لا يعقل كثير من النساء الفرق بين الغيرة والشك والريبة ، ولا يعقلن أن هذه الغيرة هي من هوادم زواجها ، وتفكك أواصر أسرتها ، فمتى تعقل النساء هذا ؟ .
إن الزوجة العاقلة هي التي تزن الأمور بموازين دقيقة ، فلا تنكد على زوجها حياته ، ولا تدخل في حياتها الشك والريبة تجاه تصرفاته الطبيعية ، بل تسعى جاهدة لإحلال الثقة بينها وبينه ، وإرساء قواعد المحبة والسعادة بينهما .
ثانياً:
وصيتنا لك أن تتمهل ولا تتعجل ، فطبع النساء يختلف عن طبع الرجال ، وليس يوجد مستمتع مع زوجته إلا مع عِوَج في أفعالها وتصرفاتها ، يقل ويكثر بحسب دينها ، وعقلها ، وحسن تصرفها .
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا ) .
رواه البخاري ( 3153 ) ومسلم ( 1468 ) .
قال النووي – رحمه الله - :
وفي هذا الحديث : ملاطفة النساء ، والإحسان إليهن ، والصبر على عوج أخلاقهن ، واحتمال ضعف عقولهن ، وكراهة طلاقهن بلا سبب ، وأنه لا يطمع باستقامتها .
" شرح مسلم " ( 10 / 57 ) .
فالذي نراه لك : أن تصبر على خلقها ، وأن تسعى في إصلاحها ، وزيادة علمها ، وإيمانها ، بتوفير ما يلزم لذلك من كتب نافعة ميسرة ، وأشرطة ، وصحبة صالحة ، وأن تجعل من حسن تعاملك معها سبباً لذلك أيضاً ، مع كثرة الدعاء .
واعلم أن الطلاق سبيل تفرق وتشتت للأسرة ، وفيه ضياع للزوجة ، وضياع للأولاد ، غالباً ، وإن كثيراً من الناس ليصبرون على سوء تصرفات نسائهم لأجل أولادهم ، وفي صلاح أولئك الأولاد ، وتنشئتهم على الخير إعانة لوالدتهم على الطاعة ، وضبط تصرفاتها ، وهذا مشاهَد مجرَّب .
وأما إن كنت لا تستطيع الصبر على تصرفاتها ، وأنك ستظلمها ، وتهضمها حقوقها : فطلقها ، ولعلها ترعوي بعد الطلقة الأولى ، أو الثانية ، فإن استمرت على ما هي عليه ، ولم تستطع أنت احتمالها : فالنساء سواها كثير، وقد قال الله تعالى : ( وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) النساء /130 .
والله الموفق
تعليق