الحمد لله.
أولا :
لا حرج في استعمال الأعشاب الطبيعية في فرد الشعر أو غيره من الأغراض المباحة ، إذا انتفت المضرة ؛ لقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ) البقرة/29 .
ثانيا :
لا يجوز صبغ الشعر بالسواد ، للمرأة أو الرجل ، أو الشابة أو الكبيرة ؛ لعموم الأدلة في المنع من ذلك .
سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : رأيت بعض الناس يستعملون مواد تغير لون الشعر سواء تجعله أسود أو أحمر، ورأيتهم يستعملون مواد أخرى تجعل الشعر المجعد ناعما ، فهل يجوز من ذلك شئ ؟ وهل الشباب مثل الشيوخ في الحكم؟
فأجابوا : "تغيير الشعر بغير السواد لا حرج فيه ، وكذلك استعمال مواد لتنعيم الشعر المجعد ، والحكم للشباب والشيوخ في ذلك سواء ، إذا انتفت المضرة وكانت المادة طاهرة مباحة.
أما التغيير بالسواد الخالص فلا يجوز للرجال والنساء ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (غيروا هذا الشيب ، واجتنبوا السواد)". انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (5/168) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " صبغ الشعر إذا كان بالسواد فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه ، حيث أمر بتغيير الشيب وتجنيبه السواد قال : (غيِّروا هذا الشيب وجنِّبوه السواد) .
وورد في ذلك أيضاً وعيد على من فعل هذا ، وهو يدل على تحريم تغيير الشعر بالسواد ، أما بغيره مِن الألوان : فالأصل الجواز إلا أن يكون على شكل نساء الكافرات أو الفاجرات ، فيحرم من هذه الناحية ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من تشبه بقوم فهو منهم) [ رواه أبو داود ( 4031 ) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (5/109)] " انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (11/120).
ومراده بالوعيد : قوله صلى الله عليه وسلم : (يَكُونُ قَوْمٌ يَخْضِبُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ ، لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ) رواه أبو داود ( 4212 ) والنسائي ( 8/138 ) وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 8153 ).
ومعنى (لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ) : أي : لا يجدون رائحة الجنة .
ثالثا :
يجوز استعمال الأعشاب المذكورة لتنعيم الشعر ، لكن إن كانت تعطى لونا أسودا داكنا
فلا يجوز استعمالها لمن في رأسها شيب .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : " تستعمل بعض النساء خلطة لتنعيم الشعر ، وهذه
الخلطة مكونة من الحناء ومجموعة من الأعشاب ، من بين هذه الأعشاب عشب يصبغ الشعر
بالسواد ، فما حكم استعمال هذه الخلطة ؟ علما بأنهن يستعملنها لغرض تنعيم الشعر
وليس لصبغه بالسواد ، حيث إن بعضهن يكون شعرها أسود ، وما حكم استخدامها لامرأة
شعرها أسود لكن يوجد من بينه شعيرات بيضاء نبتت ليس لكبر في السن فهي تستخدمها أيضا
لغرض تنعيم شعرها؟ أفيدونا في ذلك أفادكم الله . وجزاكم الله خير الجزاء .
فأجاب : لا حرج في استعمال المعجون المذكور لتنعيم الشعر إذا كانت المرأة المستعملة
لذلك ليس فيها شيب ، أما مع الشيب فلا يجوز استعمال ما يجعل الشيب أسود ؛ لقول
النبي صلى الله عليه وسلم : ( غيروا هذا الشيب ، واجتنبوا السواد ) " انتهى من
"فتاوى الشيخ ابن باز" (10/53).
وعليه ؛ فإذا كانت هذه الأعشاب تعمل عمل الصبغة بالسواد ، فتجعل الشعر أسود داكنا
كما ذكرت ، فلا تستعمليها .
والله أعلم .
تعليق