الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

هل يعمل محاسبا في شركة مطاعم كبرى تبيع البيرة؟

126882

تاريخ النشر : 19-11-2009

المشاهدات : 11101

السؤال

أعمل بشركة مطاعم كبرى لها فروع في دول عدة منها العربية والأجنبية ويريدون نقلي إلى فرع بدولة أجنبية (كازاخستان) وهناك يبيعون في مطاعمها البيرة ، ولكن عملي هناك محاسب بالشركة وليس بالمطعم . وأريد أن أكتسب خبرة بإنشاء الشركات لأنه فرع جديد وبعد ثلاث سنوات أرجع إلى بلدي وأعمل بوظيفة جيدة لما اكتسبت من خبرة في هذا المجال دون أن أغضب الله عز وجل ، هل يجوز العمل في هذا الفرع بغرض اكتساب الخبرة ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :

البيرة المسكرة تدخل في " الخمر " التي لُعِنَ شاربُها وحاملها وبائعها ومشتريها في عشرة ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم ، كما روى أبو داود (3674) وابن ماجه (3380) عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وروى الترمذي (1295) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنهما قَالَ : (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً : عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لَهَا وَالْمُشْتَرَاةُ لَهُ) .

وروى مسلم (2003) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ) .

ولهذا لا يجوز بيع هذه البيرة ، وعليك أن تنصح القائمين على الشركة ، وأن تحذرهم من عاقبة بيع الخمر التي هي أم الخبائث .

ثانيا :

لا يجوز العمل في بيع البيرة أو حملها أو حفظها أو تسجيلها في دفاتر الشركة ونحو ذلك من صور الإعانة على بقائها ، بل يجب إنكارها والبعد عنها في أقل الأحوال .

وبناء على ذلك فإن كان عملك محاسبا في الشركة يقتضي مراجعة وتدقيق حساب البيرة ، ضمن ما تراجعه من حسابات : فهو عمل محرم ؛ لما فيه من السكوت على المنكر والإعانة على بقائه .

واعلم أنك إذا تركت ذلك طاعةً لله تعالى ، فإن الله سيعوضك خيراً منه ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ) رواه أحمد (20739) وصححه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند .

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والثبات .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب