الحمد لله.
أولا :
البيرة المسكرة تدخل في " الخمر " التي لُعِنَ شاربُها وحاملها وبائعها ومشتريها في عشرة ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم ، كما روى أبو داود (3674) وابن ماجه (3380) عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وروى الترمذي (1295) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنهما قَالَ : (لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً : عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لَهَا وَالْمُشْتَرَاةُ لَهُ) .
وروى مسلم (2003) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ) .
ولهذا لا يجوز بيع هذه البيرة ، وعليك أن تنصح القائمين على الشركة ، وأن تحذرهم من عاقبة بيع الخمر التي هي أم الخبائث .
ثانيا :
لا يجوز العمل في بيع البيرة أو حملها أو حفظها أو تسجيلها في دفاتر الشركة ونحو ذلك من صور الإعانة على بقائها ، بل يجب إنكارها والبعد عنها في أقل الأحوال .
وبناء على ذلك فإن كان عملك محاسبا في الشركة يقتضي مراجعة وتدقيق حساب البيرة ، ضمن ما تراجعه من حسابات : فهو عمل محرم ؛ لما فيه من السكوت على المنكر والإعانة على بقائه .
واعلم أنك إذا تركت ذلك طاعةً لله تعالى ، فإن الله سيعوضك خيراً منه ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ) رواه أحمد (20739) وصححه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والثبات .
والله أعلم .
تعليق