الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

هل هناك أجور في الدنيا على الطاعات عدا أجور الآخرة ؟

12702

تاريخ النشر : 28-08-2006

المشاهدات : 16221

السؤال

هل يأجرنا الله في هذه الحياة (الدنيا) بالإضافة إلى الدار الآخرة ؟
أعني أن الله يثيبنا ويأجرنا في الحياة عن قيامنا بالصالحات ونحصل أيضا على أجور أكثر في الدار الآخرة… .

الجواب

الحمد لله.

نعم ، وعد الله تعالى المؤمن الذي يعمل الصالحات بالثواب العاجل في الدنيا ، مع ما ينتظره من الثواب الأعظم في الآخرة .

قال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  ) النحل/97

قال ابن القيم : فضمن لأهل الإيمان والعمل الصالح الجزاء في الدنيا بالحياة الطيبة والحسنى يوم القيامة .

وقد ورد في الكتاب والسنة ذكر جزاء بعض الأعمال الصالحة في الدنيا فمن ذلك :

1.النفقة

قال الله تعالى : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) سبأ/39 .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : قال الله تبارك وتعالى : " يا ابن آدم أنْفِق أُنْفِق عليك " .

رواه البخاري ( 4407 ) ومسلم ( 993 ) .

فالنفقة في وجوه الطاعات من أسباب سعة الرزق وزيادته .

2.التيسير على المعسر والستر على المسلم ومعاونته :

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَن نفَّس عن مؤمن كربةً من كُرب الدنيا نفَّس   الله  عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسَّر على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن سَتر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " .

رواه مسلم ( 2699 ) .

3.التواضع لله

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزّاً ، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله " .

رواه مسلم ( 2588 ) .

قال المباركفوري :

" رفعه الله " في الدنيا والآخرة .

" تحفة الأحوذي " ( 6 / 150 ) .

4.صلة الرحم

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " مَن سرَّه أن يُبسط له في رزقه أو يُنسأ له في أثره فليصِل رحِمَه " .

رواه البخاري ( 1961 ) ومسلم ( 2557 ) .

قال النووي :

" ينسأ " أي : يؤخر .

و" الأثر " الأجل , لأنه تابع للحياة في أثرها .

و " بسط الرزق " توسيعه وكثرته , وقيل : البركة فيه .

وأما التأخير في الأجل ففيه سؤال مشهور , وهو أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص , فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وأجاب العلماء بأجوبة الصحيح منها :

أن هذه الزيادة بالبركة في عمره , والتوفيق للطاعات , وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة , وصيانتها عن الضياع في غير ذلك .

والثاني : أنه بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ , ونحو ذلك , فيظهر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه فإن وصلها زيد له أربعون , وقد علم الله سبحانه وتعالى ما سيقع له من ذلك , وهو من معنى قوله تعالى : يمحو الله ما يشاء ويثبت فبالنسبة إلى علم الله تعالى , وما سبق به قدره لا زيادة بل هي مستحيلة , وبالنسبة إلى ما ظهر للمخلوقين تُتصور الزيادة , وهو مراد الحديث .

والله أعلم .

" شرح مسلم " ( 16 / 114 ) .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب