الثلاثاء 7 شوّال 1445 - 16 ابريل 2024
العربية

تخاف من إهمال زوجها لها لأنه يقضي معظم وقته في العمل

127061

تاريخ النشر : 09-01-2009

المشاهدات : 19249

السؤال

أنا فتاة في العشرين من عمري ، تم عقد قراني منذ أشهر قليلة ، واتفقنا على إعلان الدخول بعد سنة ونصف ، وأنا أشعر بالضيق الشديد والملل بسبب إهمال زوجي لي وعدم اهتمامه بشؤوني ، بسبب أنه يقضي معظم أو كل وقته في العمل ، وأنا أشعر بالخوف الشديد من هذا الزواج ، وخصوصا أني في مقتبل عمري ولازلت في بيت أهلي ، لا أعلم ما سيحدث عند انتقالي إلى بيته ، وشعوري بالوحدة والأفكار السيئة تعصف بي ، وخصوصا أني مرغوبة من كثير من الناس ، وأشعر بأني أضيع نفسي وحياتي في هذا الزواج ، فماذا تنصحني أن أفعل ؟ وما هي حقوقي على زوجي ودليل من السنة والقران على ذالك ؟

الجواب

الحمد لله.

إذا كان زوجك مرضيَّ الدين والخلق ، فلتحمدي الله تعالى على نعمة تيسير الزواج ، واتركي الخوف والقلق ، وإن كنا نرى هذه الهواجس أمراً متوقعاً ممن هي في مثل سنك وحالك ؛ بل كثير من الناس يشعرون بنوع من الفتور بعد إتمام الخطبة أو عقد القران ؛ لكن على الإنسان أن يغلّب جانب التفاؤل ، وحسن الظن ، ما دام الأهل على معرفة سابقة به ، أو استفرغوا وسعهم في التحري عن حاله ، من حيث الدين والخلق والأمانة ، والجدية في الحياة .

وكون الزوج لديه عمل يأخذ الكثير من وقته لا يعتبر أمراً شاذاً في هذا العصر ؛ لغلاء المعيشة وضعف موارد الكسب ، والزوج العاقل الحريص على أهله : يوازن بين ذلك وبين القيام بحقوق أهله ، فيعطيهم من عطفه ورعايته وملاطفته ما يستطيع عند عودته إليهم ، ويستغل أوقات راحته في إشاعة جو من المودة والرحمة تنسيهم بعده عنهم . وهو أمر نأمل أن تجديه مع زوجك ، إن شاء الله ، متى أتمتم البناء .

وللزوجة حقوق على زوجها ، كما أنه له حقوقاً عليها ، فمن حقها : أن يقوم بكفايتها في المسكن والمطعم والملبس ، وأن يحسن عشرتها ، وأن يقوم على صلاح دينها بإعانتها على الطاعة ، وحجزها عن المعصية ، ووقايتها من النار . وله عليها أن تطيعه ، وتحسن عشرته ، وتحفظه في نفسها وعرضها .

وينظر تفصيل هذه الحقوق وأدلتها في جواب السؤال  رقم (10680) .

وننبهك ، أيتها الأخت السائلة ، إلى أن المرأة وإن كانت مرغوبة من كثير من الناس ، فإنها إذا قبلت برجل زوجاً ، فعليها أن تقنع بذلك وترضى به ، وتسعى لإسعاده ، وترجو الخير في عيشها معه ، وتسأل الله العون على أداء حقه ، وبهذا تؤهل نفسها للحياة السعيدة معه .

وأما من تنظر لحالها ، وتعجب بنفسها ، وتغتر بإقبال الناس عليها : فهذه قد لا يحالفها التوفيق مع زوجها ، ولا تصل إلى القناعة بوضعها ، فتخسر سعادتها وراحة نفسها ، عافاك الله من ذلك .

والحاصل أنا نوصيك بترك الخوف والقلق ، وتغليب الرجاء وحسن الظن ، وسؤال الله تعالى التوفيق والسداد .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : ( قُلْ اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي ) رواه مسلم (2725) .

وفي رواية : ( قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ ) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل علي النبي صلى الله عليه و سلم وأنا أصلي ، وله حاجة ، فأبطأت عليه ، قال : ( يا عائشة ؛ عليك بجُمَلِ الدعاء وجوامِعِه ) .

فلما انصرفت قلت : يا رسول الله وما جمل الدعاء وجوامعه ؟

قال قولي : ( اللهم إني أسألك من الخير كله ، عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله ، عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم . وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأسألك مما سألك به محمد ، وأعوذ بك مما تعوذ منه محمد ، وما قضيتَ لي من قضاء فاجعل عاقبته رشداً ) رواه البخاري في الأدب المفرد (639) وصححه الألباني .

فأكثري من هذا الدعاء ، وأحسني صلتك بالله ، وأمّلي فيما عنده خيراً ، واستعيني بالناصح الأمين ، صاحب الخبرة ، من أهلك وأوليائك ، إذا أشكل عليك أمر من ذلك .

نسأل الله تعالى أن يصلح حالك وحال زوجك وأن يكتب لكما التوفيق والسعادة والهناء .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب