الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

حكم التجنس بجنسية أجنبية مع العزم على العمل والاستقرار في دولة إسلامية

129622

تاريخ النشر : 02-03-2009

المشاهدات : 82551

السؤال

سافرت إلى كندا للدراسة وأنا متزوج والحمد لله . وأريد أن أكمل دراستي وأستقر بعد ذلك في بلاد فيها الخير كالمملكة أو غيرها من دول الخليج لكن العمل في الخليج كثيراً ما يتطلب جنسية أوربية أو كندية للعمل هناك فاستفتيت مشايخ هنا فأفتوا لي بالجواز وقالوا لي : إن الموالاة غير موجودة في الجنسية الكندية وأنها مجرد ورقة يوقع عليها ولا تفقد الجنسية الأصلية . أيضا : بلدنا للأسف كثيرة الاضطهادات ولازال فيها مشاكل أمنية واجتماعية يخاف الإنسان أن ينقلب الحال بين ليلة وضحاها ، وأيضاً فإن الخدمة الوطنية هناك إجبارية ويترتب عليها مخالفات شرعية كثيرة كحلق اللحية والوقوف للعلم وغير ذلك من المنكرات . ويمكن التخلص من كل هذه المشاكل بأخذ الجنسية والانتقال من هذه البلد بسهولة ، فإن الجنسية للأسف سبب لرفع الحرج وتسهيل الطريق في الخليج وغيرها. وإذا ما اختلت الحالة الأمنية في بلدي كما وقع قبل سنين يمكن الانتقال بسهولة إلى بلد مسلم آخر. وعلما أنني سأنشغل بالبحث العلمي في الجامعات في مجال الكيمياء وأريد إعانة دولة مسلمة .. أفتونا بارك الله فيكم ونفع الله بكم.

الجواب

الحمد لله.

أولاً :

لا تجوز الإقامة في بلاد الكفر إلا لمن قدر على إظهار دينه ، فإن لم يقدر على إظهار دينه وجبت عليه الهجرة إن قدر على ذلك ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (13363) .

ثانياً :

أما الحصول على الجنسية لدولة كافرة ، فلا يجوز إلا في حال الاضطرار ، لما يترتب عليه من مفاسد عظيمة ، كالخضوع لأحكام الكفار ، والقسم على الولاء لهم ، وغير ذلك .

قال الشيخ ابن جبرين حفظه الله : " من اضطر إلى طلب جنسية دولة كافرة كمطارَد من بلده ولم يجد مأوى ، فيجوز له ذلك بشرط أن يظهر دينه ، ويكون متمكنا من أداء الشعائر الدينية ، وأما الحصول على الجنسية من أجل مصلحة دنيوية محضة فلا أرى جوازه " انتهى .

وإذا كان الأمر كما ذكرت من عزمك على العودة إلى بلاد المسلمين ، وعدم تنازلك عن جنسيتك الأولى ، ومن حصول التضييق في بلدك والإلزام بالخدمة العسكرية المقتضية لارتكاب مخالفات شرعية ، فالذي يظهر جواز حصولك على الجنسية الكندية حينئذ  .

ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب