الحمد لله.
أشراط الساعة ليست كلها على درجة واحدة ، بل منها الصغرى ومنها الكبرى ، والكبرى هي التي إذا ظهرت الأولى منها تتابع ما بعدها كحبات العقد إذا انقطع ، أما الصغرى فإن ما بين ظهور أولها وآخرها زمان كبير ، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هي من علامات الساعة الصغرى لا الكبرى .
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين " ، قال : وضم السبابة والوسطى .
رواه البخاري ( 6139 ) ومسلم ( 2951 ) .
قال القرطبي :
أول أشراط الساعة : النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه نبي آخر الزمان ، وقد بُعث وليس بينه وبين القيامة نبي .
" التذكرة " ( ص 111 ) .
وأما قوة إسرائيل ( دولة اليهود ) فهو أمر حصل لهم بقدر الله تعالى .
قال تعالى : ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس آل عمران / 112 .
وإمداد الله لهم وإمهالهم ليأخذهم بقوة وشدة .
عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، قال : ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد .
رواه البخاري ( 4409 ) ومسلم ( 2583 ) .
وفي زمان المهدي ونزول المسيح عيسى عليه السلام يتم انتصار المسلمين على اليهود .
فقد ثبت أنه بينما إمام المسلمين " المهدي " قد تقدم ليصلي بهم الصبح ، إذ نزل عليهم عيسى بن مريم ، فرجع الإمام يمشي القَهقَرى ليتقدم عيسى ، فيضع عيسى يده بين كتفيه ، ثم يقول له : تقدم فصل ، فإنها لك أقيمت ، فيصلي بهم إمامهم ، فإذا انصرف ، ثم يقصد عيسى الدجال ومع الدجال سبعون ألف يهودي ، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فيدركه المسيح عيسى عليه السلام عند باب لُدّ ( وهي بلدة قربية من بيت المقدس ) فيقتله ، فيهزم الله اليهود ، فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتواقى به يهودي ، إلا أنطق الله ذلك الشيء ، لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة إلا قال : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي فتعال اقتله ، إلا شجر الغرقد فإنها من شجرهم لا تنطق .
فإذا أراد المسلمون القضاء على اليهود وعموم الكفرة فلا بدَّ لهم من الرجوع إلى الله تعالى ونصرة دينه حتى ينصرهم الله عز وجل ، فاليهود أذل وأرذل مما يُتصور لكنهم استقووا في غياب تمسك المسلمين بدينهم .
نسأل الله تعالى أن يرد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً
والله أعلم .
تعليق