الجمعة 26 جمادى الآخرة 1446 - 27 ديسمبر 2024
العربية

كان مترددا في استمرار الزواج عند عقد النكاح

132080

تاريخ النشر : 27-05-2009

المشاهدات : 11458

السؤال

كان لدي تردد شديد أيام خطوبتي ، ولظروف السفر استعجلت العقد ، وبعد تحديد يوم العقد والاتفاق مع أهل زوجتي ودعوة الناس تجدد التردد لدي ، وطلبت من زوجتي إلغاء العقد ، ولكن الوقت كان غير مناسب ، وذهبت للعقد وأنا مضطر ، ونويت أن أتم العقد الآن ، وبعد السفر أقرر أن أكمل معها أو أنفصل رسميا . ولكن بعدما سافرت اشتقت لها جداً وشعرت بقيمة من ارتبطت بها ، ونزلت بعد سنة ، وتم البناء . فهل الرضا شرط في صحة العقد حيث لم أكن راضيا عند العقد، وكنت مترددا وخائفا من المستقبل ، ولكن عند البناء كنت راضيا، أرجو إفادتي .

الجواب

الحمد لله.

الحيرة والشك وعدم القناعة التامة لا تأثير لها في صحة عقد النكاح ، إذا توفرت فيه أركانه وشروطه من اللفظ القائم على الإيجاب من ولي المرأة والقبول من الزوج ، ووجود الشهود .

وينظر جواب السؤال (2127) .

والرضا أمر قلبي لا يمكن الاستدلال عليه إلا باللفظ أو الفعل الدال على ذلك ، والأحكام إنما تُبنى على الظاهر ، وبما أنك قد أتممت عقد النكاح ولم يصدر منك ما يدل على عدم الرضا ، فهو عقد صحيح .

ولا عبرة بما كان في نفسك من تردد في استمراره بعد ذلك أو لا  .

قال ابْنُ الْقَيِّمِ : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ الأَْلْفَاظَ بَيْنَ عِبَادِهِ تَعْرِيفًا وَدَلاَلَةً عَلَى مَا فِي نُفُوسِهِمْ ، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمْ مِنَ الآْخَرِ شَيْئًا عَرَّفَهُ بِمُرَادِهِ وَمَا فِي نَفْسِهِ بِلَفْظِهِ ، وَرَتَّبَ عَلَى تِلْكَ الإِْرَادَاتِ وَالْمَقَاصِدِ أَحْكَامَهَا بِوَاسِطَةِ الأَْلْفَاظِ .

وَلَمْ يُرَتِّبْ تِلْكَ الأَْحْكَامَ عَلَى مُجَرَّدِ مَا فِي النُّفُوسِ مِنْ غَيْرِ دَلاَلَةِ فِعْلٍ ، أَوْ قَوْلٍ ، وَلاَ عَلَى مُجَرَّدِ أَلْفَاظٍ مَعَ الْعِلْمِ بِأَنَّ الْمُتَكَلِّمَ بِهَا لَمْ يُرِدْ مَعَانِيَهَا وَلَمْ يُحِطْ بِهَا عِلْمًا ، بَل تَجَاوَزَ لِلأُْمَّةِ عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَل ، أَوْ تُكَلِّمْ بِهِ .

فَإِذَا اجْتَمَعَ الْقَصْدُ وَالدَّلاَلَةُ الْقَوْلِيَّةُ أَوِ الْفِعْلِيَّةُ : تَرَتَّبَ الْحُكْمُ ، هَذِهِ قَاعِدَةُ الشَّرِيعَةِ ، وَهِيَ مِنْ مُقْتَضَيَاتِ عَدْل اللَّهِ وَحِكْمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ ، فَإِنَّ خَوَاطِرَ الْقُلُوبِ وَإِرَادَةَ النُّفُوسِ لاَ تَدْخُل تَحْتَ الاِخْتِيَارِ " .

انتهى من " إعلام الموقعين" (3 /105) .

ثم إنك ذكرت أنك نويت أن تتم العقد ثم بعد السفر تقرر ، هل تكمل معها أم لا؟ وهذا معناه أنك رضيت بإتمام العقد . 

فالحاصل : أن العقد صحيح ، ولا يؤثر فيه ترددك في استمرار العلاقة في المستقبل .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب