السبت 20 جمادى الآخرة 1446 - 21 ديسمبر 2024
العربية

هل من نتائج الذنوب العقوبة من الله

13220

تاريخ النشر : 29-03-2002

المشاهدات : 15213

السؤال

قرأت أن من نتائج الذنوب العقوبة من الله ومحق البركة ، فبكيت خوفاً من ذلك أرشدوني ؟.

الجواب

الحمد لله.

لا شك أن اقتراف الذنوب من أسباب غضب الله عز وجل ومن أسباب محق البركة وحبس الغيث ، وتسليط الأعداء كما قال سبحانه : ( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون ) الأعراف/30 ، وقال سبحانه : ( فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) العنكبوت/40

والآيات في هذا المعنى كثيرة ، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه ) فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الذنوب والتوبة مما سلف منهما مع حسن الظن بالله ورجائه سبحانه المغفرة والخوف من غضبه وعقابه ، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن عباده الصالحين : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين ) الأنبياء/90 ، وقال سبحانه وتعالى : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذوراً ) الأسراء/57 ، وقال عز وجل : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويُطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ) التوبة/71

ويُشرع للمؤمن والمؤمنة مع ذلك الأخذ بالأسباب التي أباح الله عز وجل وبذلك يجمع بين الخوف والرجاء والعمل بالأسباب متوكلاً على الله سبحانه معتمد عليه في حصول المطلوب والسلامة من المرهوب والله سبحانه هو الجواد الكريم القائل عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق/2-3 ، والقائل سبحانه : ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً ) الطلاق/4 ، وهو القائل سبحانه : ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تُفلحون ) النور/31 فالواجب عليك أيتها الأخت في الله التوبة إلى الله سبحانه مما سلف من الذنوب والاستقامة على طاعته مع حسن الظن به عز وجل والحذر من غضبه وابشري بالخير الكثير والعاقبة الحميدة .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ عبد العزيز بن باز في الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة ج/3 ص 1136