الأربعاء 3 جمادى الآخرة 1446 - 4 ديسمبر 2024
العربية

الجــن

السؤال

من هم الجن ؟ وكيف خلقهم الله ؟.

الجواب

الحمد لله.

الجن خلق من خلق الله , خلقهم من نار قبل خلق آدم كما قال سبحانه : ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون ، والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) الحجر/26-270 .

وكما أن لآدم ذرية فكذلك لإبليس ذرية كما قال سبحانه عن إبليس : ( أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) الكهف/50 .

وقد خلق الله الجن و الإنس لعبادته فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) الذاريات/56-58 .

والجن كلهم مكلفون كالإنس منهم المؤمن ومنهم الكافر والمطيع والعاصي كما حكى الله سبحانه عنهم قولهم : ( وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً ) الجن/11 .

وجزاء الجن في الآخرة كالإنس كما قال الله سبحانه عنهم : ( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون ، فمن أسلم فأولك تحروا رشدا وأما القاسطون كانوا لجهنم حطباً ) الجن/14- 15 0

وسيقف الجن والإنس جميعاً للحساب يوم القيامة أمام رب العالمين فلن يتأخر أو يفر منهم أحد : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) الرحمن/33 .

ومن حاول الفرار من الجن والإنس عن الحساب فلن يتمكن كما قال عنهما سبحانه : ( يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ) الرحمن/35 .

وحين كان الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة صرف الله إليه نفراً من الجن فسمعوا القرآن وتأثروا به : ( وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قُضي ولوا إلى قومهم منذرين ) الأحقاف/29 .

وقد آمن بعض الجن حين سمعوا القرآن كما قال سبحانه : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرءاناً عجباً ، يهدي إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ) الجن/1-2 .

وكل من آدم وإبليس وقع في المعصية لكن آدم ندم وتاب فتاب الله عليه : ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) البقرة/37 .

أما إبليس فأبى واستكبر فكان من الكافرين : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) البقرة/34 .

ومن عصى الله مستكبراً من الجن والإنس فهو تبع للشيطان , يحشر معه في نار جهنم إن لم يتب كما قال سبحانه لإبليس : ( قال فالحق والحق أقول ، لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ) ص/84-85 .

وأولياء الرحمن من الإنس والجن يتعاونون على البر والتقوى وأولياء الشيطان من الإنس والجن يتعاونون على الإثم والعدوان . قال تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) الأنعام/112 .

وكان الجن لهم مقاعد في السماء يسترقون السمع فلما بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم مُنعوا ذلك و من استمع منهم أحرقته الشهب كما حكى الله عن الجن قولهم :: ( وأنا لمسنا السماء فوجدناها مُلئت حرساً شديداً وشهباً ، وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصدا ) الجن/8-9 .

والجن معنا في هذه الأرض , ولكن من رحمة الله أنهم يروننا ونحن لا نراهم كما قال سبحانه عن إبليس وقبيله : ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) الأعراف/27 .

ومن يراك وأنت لا تراه وهو عدوك فهو أشد خطراً لذا يجب الانتباه والحذر منه دائماً والاحتراس من شياطين الإنس والجن .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: من كتاب أصول الدين الإسلامي للشيخ محمد بن ابراهيم التويجري