الأربعاء 19 جمادى الأولى 1446 - 20 نوفمبر 2024
العربية

ما هي السنة في التطيب ؟

134726

تاريخ النشر : 19-07-2009

المشاهدات : 104249

السؤال

هل تعطير اللحية من السنة؟ وما هي السنة في التطيب؟

الجواب

الحمد لله.

روى النسائي (3939) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا : النِّسَاءُ وَالطِّيبُ ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ )

وروى أبو داود (4074) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : صَنَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدَةً سَوْدَاءَ فَلَبِسَهَا ، فَلَمَّا عَرَقَ فِيهَا وَجَدَ رِيحَ الصُّوفِ فَقَذَفَهَا ، وَكَانَ تُعْجِبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ . صححه الألباني في "صحيح أبي داود" وغيره .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى :

" ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( حبب إلي من دنياكم : النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة ) .

وكان صلى الله عليه وسلم يكثر التطيب ، وتشتد عليه الرائحة الكريهة وتشق عليه .

والطيب غذاء الروح التي هي مطية القوى ، تتضاعف وتزيد بالطيب ، كما تزيد بالغذاء والشراب والدعة والسرور ومعاشرة الأحبة وحدوث الأمور المحبوبة .

والمقصود أن الطيب كان من أحب الأشياء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وله تأثير في حفظ الصحة ودفع كثير من الآلام وأسبابها بسبب قوة الطبيعة به " انتهى .

"زاد المعاد" (4/308)

وقال النووي :

" وَيَتَأَكَّد اِسْتِحْبَابه لِلرِّجَالِ يَوْم الْجُمُعَة وَالْعِيد ، عِنْد حُضُور مَجَامِع الْمُسْلِمِينَ ، وَمَجَالِس الذِّكْر وَالْعِلْم ، وَعِنْد إِرَادَته مُعَاشَرَة زَوْجَته وَنَحْو ذَلِكَ " انتهى .

وأفضل ما يتطيب به المسك :

روى مسلم (2252) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْمِسْكُ أَطْيَبُ الطِّيبِ ) .

والتطيب يكون في الرأس واللحية غالبا :

فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ (لمعانه) فِي مَفْرِقِ رأس النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ .

متفق عليه .

والاستجمار بأنواع العود والبخور من السنة أيضا ، ويكون على الثياب وتحت الإبط واللحية .

وروى مسلم (2254) عَنْ نَافِعٍ قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا اسْتَجْمَرَ اسْتَجْمَرَ بِالْأَلُوَّةِ غَيْرَ مُطَرَّاةٍ وَبِكَافُورٍ يَطْرَحُهُ مَعَ الْأَلُوَّةِ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

قال النووي :

" الِاسْتِجْمَار هُنَا اِسْتِعْمَال الطِّيب وَالتَّبَخُّر بِهِ مَأْخُوذ مِنْ الْمِجْمَر , وَهُوَ الْبَخُور . وَأَمَّا ( الْأَلُوَّة ) فَقَالَ الْأَصْمَعِيّ وَأَبُو عُبَيْد وَسَائِر أَهْل اللُّغَة وَالْغَرِيب هِيَ الْعُود يَتَبَخَّر بِهِ " انتهى .

والمقصود أن تفوح من المتطيب الرائحة الطيبة ، وتذهب عنه الرائحة الكريهة ، فبأي طريقة حصل ذلك حصل المقصود من التطيب وثبتت السنة .

ولذلك جاز التطيب بكل طيب دون تحديد نوع معين ؛ لأن المقصود حصول الرائحة الطيبة ، فمتى حصلت بأي طيب كان : حصلت السنة .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب