الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

امرأة تخجل من القيام بالدعوة

13484

تاريخ النشر : 08-08-2006

المشاهدات : 11000

السؤال

كنت أشعر بالخجل من المنافقين أو الكفار يغتابونني أو يتحدثون بكلام سيئ عني أو النظر إلي ، اختفيت عنهم عندما بدأت الحجاب ، ثم اقتنعت بأنه كان من المفيد عدم لقائهم ، لم أكن أريد أن أكون خجلة منهم وأعانني الله على ذلك بأن جعلني أعلم بأنني يجب أن لا أخشى ولا أُرضي إلا الله .
أشعر بالخجل أحياناً عندما أقول الحقيقة للناس ، أشعر بالخجل من القول للناس عما يطلبه منا القرآن ، مثلاً أشعر بالخجل من أن أقول للرجال بأنهم يجب أن يغضوا أبصارهم عن النظر للنساء ، أشعر بأنهم لن يستمعوا لنصيحتي أو أنني لا أريد أن ألفت انتباههم بالكلام معهم بهذه الطريقة .
كما أشعر بالخجل من الحديث مع المسلمين عندما يفعلوا شيئا غير صحيح .
غالباً لا أصحح أخطاء الناس مع أنني أريدهم أن يقلعوا عن خطئهم ولكنني أخجل .

الجواب

الحمد لله.

شكر الله لك أيتها السائلة غيرتك على دينك ورغبتك في دعوة غيرك ولكن ينبغي عليك العلم بأنه لا يجب على المرأة  دعوة الرجال مباشرة من غير المحارم ، لما في ذلك من الفتنة .

وننصحكِ أيتها السائلة – وغيرك من النساء - بتربية النفس على طاعة الله ، والقيام بحقوق الله تعالى ، وحقوق الزوج والأهل والأولاد ، والقيام بالدعوة إلى الله في مجتمع النساء بقدر الاستطاعة ، إما بإلقاء كلمة أو قراءة كتاب أو إهداء شريط أو كتاب نافع . أو عقد حلقة شرعية إن كان لديك علم كافً وكذلك الإنكار على صاحبات المنكر ، وتقديم النصيحة والموعظة لأخواتك النساء والمساهمة في حل مشكلاتهم الاجتماعية ونحو ذلك .

وأما إحجامك عن الدعوة بسبب الخجل فهذا غير مسوغ لترك الدعوة - وهو من الخجل المذموم - ولكن اعلمي بأن كل عمل يعمله الإنسان فإنه يكون صعباً في البداية ومخجلاً أحياناً ، ولكن إذا ما استمر فيه الإنسان فإنه يكون سجيةً له ، وأمراً طبيعياً بالنسبة له ، بل قد يصل إلى درجةٍ لا يستغني فيها عن هذا العمل ، فعليك بالمجاهدة والصبر ؛ لأن الدعوة إلى الله – ومنها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – تحتاج إلى صبر لقوله تعالى : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) فالصبر على الدعوة من أخلاق المؤمنين بل هو من أسباب النجاة من الخسران المبين والذي لا ينجو منه إلا من استثناهم الله في هذه السورة ، وهم مَنْ جَمَعَ أربعة أوصاف :

1- الإيمان ، والذي لا يحصل إلا بالعلم بالله وبرسوله وبدين الإسلام .

2- العمل بهذا العلم .

3-الدعوة إلى هذا العلم .

4-الصبر على الأذى في سبيل العلم والعمل به والدعوة إليه .

وأما الدعوة عن طريق الإنترنت فهي أمر مطلوب ، ولكن النصيحة لكِ ولكل فتاة بالبعد عنه لما فيه من المزالق التي قلما ينجو منها إلا من عصمه الله ، وهناك من الناس من تفرغوا للقيام بهذه المهمة العظيمة ، والتي تحتاج إلى علم راسخ تُردُ به الشبهات ، وإيمان صادق تُرد به الشهوات ، وأما إن دخله مَن فقد هذين السلاحين أو أحدهما فقلما ينجو من الفخ . فإذا توفر لديك هذان الشرطان فإن بإمكانك الدخول في هذا المجال .

ثم إنك قد أحسنتِ صنعاً أيتها السائلة عندما قمت بارتداء الحجاب ، الذي هو واجب على المسلمة لقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الأحزاب/59 .

فقد ذكر الله في هذه الآية الحكمة من الحجاب وهو صيانة المرأة به عن أذى الفساق .

وعليك بالبعد عن مجتمع السوء وأصحاب السوء ، والإعراض عن الجاهلين . والحمد لله رب العالمين .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد