الحمد لله.
البنوك الربوية مؤسسات تقوم على المجاهرة بكبيرة من كبائر الذنوب توعد الله عليها بالعقوبة العاجلة والآجلة ، وهي مؤسسات تقوم بأصحاب رؤوس أموال ، ومساهمين ، وإدارة ، وموظفين ، ومبرمجين ، وحراس ، وسائقين ، وكل هؤلاء يشتركون في الإثم ، وبعضهم أشد إثماً من غيره ، فمن يباشر إعطاء القرض الربوي ، أو أخذه ، أو كتابته ، أو الشهادة عليه : فهو ملعون بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وإثمهم سواء ، كما جاء عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لَعَنَ الله آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَه وَكاَتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ ، وَقَالَ : هُمْ سَوَاء) رواه مسلم (1598) .
وأما الآخرون من الموظفين وغيرهم : فهم متعاونون على الإثم والعدوان ، وهو محرَّم بنص القرآن ، كما في قوله تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة/2 .
وقد ذكرنا في موقعنا هذا فتاوى لأهل العلم في تحريم أي عمل في البنوك الربوية ، حتى العمل في الحراسة ، وما أشبه ذلك .
وكذلك : تحريم العمل في مؤسسات تقوم على صيانة البنوك الربوية ، وعمل برامج لها ، وهو ما ينطبق على سؤالك من غير تفريق بين الخدمات الأولى ، والأخرى التي ذكرتها .
وانظر الفتاوى المتعلقة في هذه المسألة أجوبة الأسئلة : (21113) و (26771).
فالواجب عليك ترك إعانة تلك البنوك الربوية وما في حكمها ، والاشتغال بالمباح من البرامج التي تنفع الناس في دينهم ، ودنياهم ، وهي أكثر من أن تُحصر ، وهي متجددة بتجدد الحياة واتساع المباح والنافع فيها .
ونبشرك بأنك إن اتقيت ربك فتركت ذلك المحرَّم أنه تعالى يوفقك ، ويرزقك ، وييسر لك أمورك ، كما وعد الله تعالى بذلك في قوله : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق /2 ، 3 .
والله أعلم
تعليق