الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

هل زوجة أبي بكر الصديق وابنته أسماء من المبشرين بالجنة ؟

145051

تاريخ النشر : 08-01-2010

المشاهدات : 36156

السؤال

أدرك أن أبا بكر وابنته عائشة رضي الله عنهم قد بشرا بالجنة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، أردت أن أعرف ما إذا كانت ابنته أسماء وأم عائشة بشرتا بالجنة أيضا ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :

أما أبو بكر رضي الله عنه فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة الكثيرة أنه من المبشرين بالجنة

وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم : (5852)

ثانيا :

وأما عائشة رضي الله عنها فقد ورد أيضا في الأحاديث الصحيحة أنها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ! مَن مِن أزواجك في الجنة ؟ قال : أما إنك منهن .

رواه الحاكم في " المستدرك " (4/14) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وصححه الذهبي في " التلخيص ". وقال الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " (رقم/1142): " هو على شرط مسلم " انتهى.

وقد قال عمار بن ياسر رضي الله عنه :

(إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)

رواه البخاري (3772)

ثالثا :

وأما أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ففضائلها كثيرة ، ومناقبها عظيمة ، ويكفيها أنها صاحبة اللقب الشريف : " ذات النطاقين "، حيث شقت نطاقها في قصة الهجرة خدمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق ، وهي من السابقين إلى الإسلام ، والله عز وجل يقول : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) الواقعة/10-11، ويقول سبحانه : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ) الحديد/10.

ولم نقف على حديث خاص في بشارتها رضي الله عنها بالجنة ، إلا ما ورد عن الزبير بن بكار أنه قال : ( وإنما سميت ذات النطاقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تجهَّز مهاجرا ومعه أبو بكر الصديق ، أتاهما عبد الله بن أبي بكر في الغار ليلا بسفرتهما ، ولم يكن لها شناق ، فشقت لها أسماء نطاقها فشنقتها به ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أبدلك الله بنطاقك هذا في نطاقين في الجنة . فقيل لها ذات النطاقين )

رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (69/6)، ونقله ابن عبد البر في " الاستيعاب " (4/1782)، وابن حجر في " الإصابة " (7/487)

وهذا كما ترى مرسل غير مسند ، فالزبير بن بكار توفي سنة (256هـ)، ولم يذكر عمن سمع هذا الحديث .

رابعا :

وأما والدة عائشة رضي الله عنها ، فكنيتها التي اشتهرت بها أم رومان ، واختلف في اسمها ، فقيل : زينب ، وقيل : دعد ، وهي بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس ، كانت من السابقين الأولين إلى الإسلام .

قالت عائشة رضي الله عنها :

( لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ )

رواه البخاري (رقم/3905)

وأما الشهادة الخاصة لها بأنها من أهل الجنة فهذا ورد في حديث ضعيف مرسل :

عن القاسم بن محمد قال :

( لما دُلِّيَت أمُّ رومان في قبرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن سَرَّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان )

رواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " (8/277)، وأبو نعيم في " معرفة الصحابة " (6/3498) ، والسهمي في " تاريخ جرجان " (1/199) جميعهم : من طريق حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم بن محمد مرسلا .

وقد رواه بعض تلاميذ حماد بن سلمة مسندا من حديث عائشة ، غير أن العلماء حكموا بخطإ هذا الوجه ، وأن الصواب في الحديث هو الإرسال .

جاء في " العلل الواردة في الأحاديث النبوية " للدارقطني (13/360) :

وسئل عن حديث القاسم ، عن عائشة ، لما دليت أم رومان في قبرها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إليها .

فقال : يرويه حماد بن سلمة ، واختلف عنه :

فرواه سفيان بن وكيع ، عن ابن أبي عدي ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم ، عن عائشة .

وغيره يرويه ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم مرسلا ، وهو المحفوظ " انتهى .

والوجه المرفوع وجدته في جزء حديث أبي الفضل الزهري ، رقم : (239)

وقد روي الحديث من وجه آخر أيضا :

يقول أبو نعيم رحمه الله :

" رواه ابن مهدي ، عن حماد ، عن علي بن زيد ، عن القاسم ، عن أم سلمة " انتهى.

" معرفة الصحابة " (6/3498)

فجعله من مسند أم سلمة رضي الله عنها ، ولكن لم أقف على من خرج هذا الوجه ، ولا على تعليل أحد من العلماء له ، فالله أعلم بالصواب ، غير أن جزم الدارقطني في " العلل " بأن المحفوظ هو الإرسال ، يدل على عدم اعتبار الوجه المروي عن ابن مهدي ، وذلك أنه إن كان يعرفه فجزمه بأن المحفوظ هو الإرسال تخطئة له ، وإن كان لا يعرف الوجه المروي عن ابن مهدي فذلك دليل على غرابته إن لم نقل نكارته ، واحتمال الخطأ في مثله هو الغالب.

وعلى كل حال فالسند ضعيف أيضا بسبب علي بن زيد بن جدعان .

يقول الشيخ الألباني رحمه الله :

" هذا إسناد ضعيف ؛ فإنه - مع إرساله - فيه ضعف علي بن زيد ؛ وهو ابن جدعان " انتهى.

" السلسلة الضعيفة " (رقم/4603)

وقد أرسل هذا الحديث أيضا مصعب الزبيري – راوي السيرة المعروف – كما يروي الحاكم في " المستدرك " (3/538)

يراجع ترجمتها في " الإصابة " للحافظ ابن حجر (8/206)

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب