الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

يريد الزواج من امرأة يرفضها والداه لعيب خلقي فيها

السؤال

هل تعتبر العيوب الخلقية كاعوجاج في العمود الفقري وفي الجسم ككل سبباً شرعياً لمنع الوالدين بزواجي بمن اخترت؟ مع العلم أنها على دين وخلق وعقل ؟ وجزاكم الله خيرا

الجواب

الحمد لله.

أولا :

ينبغي أن يختار الإنسان لنفسه ذات الدين والخلق ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) .
وله أن يتزوج من مريضة أو معاقة أو من بها عيب خلقي ، لأن الحق له ، والخيار إليه .

ثانيا :

ينبغي أن يستأذن الرجل والديه في النكاح ، ويستشيرهما فيمن يريد خطبتها ، ويسعى لإرضائهما ، لما لهما من الحق العظيم عليه .
فإن رغب في امرأة معينة ، وأمره والداه بتركها ، فينبغي أن يطيعهما ، ما لم يخش الوقوع في الحرام إن لم يتزوج من هذه المرأة المعينة . وقد صرح ابن الصلاح والنووي وابن هلال -كما ذكر العلامة محمد مولود الموريتاني في نظم البرور - بوجوب طاعة الوالد إذا منع ابنه من الزواج بامرأة معينة .

لكن إن خشي الوقوع في الحرام مع هذه المرأة ، كان درء هذه المفسدة مقدما على طاعة الأبوين.

فإن كنت حريصا على الزواج من هذه المرأة فعليك إقناع والديك بأسباب اختيارك لها ، فإن وافقا فالحمد لله ، وإن أصرا على الرفض فالأحسن لك أن تطيعهما .

ولا ينبغي أن يحزنك ذلك ، فإن الله جاعل لك بطاعتهما خيرا وتوفيقا ، ولا يخفى ما للوالدين من عظيم الحق والفضل الذي يستدعي شكرهما وبرهما والإحسان إليهما والتضحية بكثير من الملذات والمسرات لأجلهما .

رزقنا الله وإياك البر والإحسان .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب