الثلاثاء 18 جمادى الأولى 1446 - 19 نوفمبر 2024
العربية

تريد لقلبها ألا يتعلق بالرجال !!

147283

تاريخ النشر : 12-01-2011

المشاهدات : 14213

السؤال


أي بنت تحلم بالزواج ، ولكن أنا الآن عمري 27 عاما ، ولم يتقدم أحد لخطبتي ، رغم أن الكثيرين يقولون إني أمتلك جميع مميزات الفتاة التي يطلبها الرجل ؟

لقد هدمت أخلاقي بنفسي منذ أن دخل النت ، وأنا أريد أن أطلع على الجنس الآخر ، فقط أريد أن أتعرف ، لأبحث عن زوج !!
كانت بداياتي بالنت في الشات ، تعرفت على شاب امتلك قلبي ، وكان حبي الأول مع أنني لم أره إلا مرة واحدة فقط منذ عام 2002 إلى 2004 ، وانفصلنا فجأة .
بعد هذه الصدمة وبدأ مستواي الجامعي يقل ، حيث إنني درست المرحلة الجامعية 7سنين ، بعد ذلك حصلت لي نفس الصدمة ، وشعرت أن حياتي في تدمير مستمر .
ثم بدأت البحث عن شخص آخر ، بل بدأت في علاقات متعددة ، وفي وقت واحد ، كأنني أريد أن أزيد الألم في قلبي ، وأشغل نفسي ؟!
إلى أن تعرفت على إنسان جعلني ملكاً له (؟!) ؛ لا أستطيع خداعه ، تعلقت به بشكل لا يتصوره أحد ، وتطورت علاقتي معه بدلاً عن الموبايل ، أصبحت صور ، وقابلته 3 مرات بمطعم ، وتعدى كل منا حدوده !!
ثم انفصل عني فجأة لشهرين ، لا أعرف ماذا أفعل كنت أريد أن أنتحر ؟!!
شعرت أنني دنيئة ، كنت أعلم أنه لا يريد الزواج بي ، ولا أي إنسان يريد الزواج بي ؛ كأنني خطيئة ، أو مقرفة ، أو حشرة !!
ثم رجعت لعادتي القديمة ، فتعرفت على مجموعة شباب عن طريق الفيس بوك ، ولكنني لم أحبهم ، فقط سوالف !!
ولكن خفق قلبي مرة أخرى لابن الجيران ، الجدار بالجدار ، حيث إنني رجعت له بقوة
، لكن بطريقه سيئة جداً ، حيث إنني نزلت لمستوى دنيء ، وقابلته مرة واحدة ، وانصدمت منه ، حيث كان يريد أن يأكلني ، خفت على نفسي ، وأول مرة أخاف ، فأنا لا أريد مقابلة أو علاقة جسدية تربطني معه ، حيث إنه قام بتقبيلي بقوة ، وغصباً عني ، فأخبرته أنني لا أريد الحرام ؛ بل أريد الزواج ، فقال لي : مع السلامة !!

الجواب

الحمد لله.


يا أمة الله ، لسنا والله ندري ما نقول لك ؟!
لماذا فعلت بنفسك كل هذا ؟!
لماذا خاطرت بنفسك ، وبدينك ، وبعرضك ، وبشرفك ؟!
لماذا جعلت نفسك فريسة سهلة لكل ذئب ، أو ... كلب ، لا يبحث إلا عن إشباع الغريزة ؟!
ألأنك تقدمت سنك شيئاً ما ، وتأخر عنك الزواج شيئاً ما ، ظننت أن بإمكانك أن تقتنصي فرصة لم يأت أوانها ؟!
ألأنك تشعرين بالفراغ في قلبك ، وحياتك ، رحت تلعبين بالنار التي أحرقتك ، أو كادت أن تفحمك بسعير المعصية والإثم ؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ألم تعلمي أن أمر الزواج والذرية ، والطعام والشراب ، والغنى والفقر ، والحياة والموت ، كل ذلك إنما هو رزق مقدر بيد الرزاق العليم ، الحكيم الخبير :
( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) الشورى/49-50 .
ألم تعلمي يا أمة الله أن كل شيء مكتوب ومقدر من قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة !!
هل يليق بالفقير العاجز ، أن يخالف أوامر الملك ، ويخرج عن طاعته ، من أجل أن يعطيه الملك من الخيرات التي عنده ؟!!
ألم تسمعي إلى ما رواه البزار وغيره ، وصححه الألباني ، أن رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قال :
( لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلاَّ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَلاَ شَيْءٌ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلاَّ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، وَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي ، أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ ، إِلاَّ وَقَدْ كَتَبَ الله رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا الله ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلاَ يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِالْمَعَاصِي ، فَإِنَّهُ لاَ يُدْرَكُ مَا عِنْدَ الله إِلاَّ بِطَاعَتِهِ )
لستِ أول من تأخر زواجه ، بل لست أول من حرم الزواج ، لو لم يقدر لك أصلاً ؛ لكن المحروم الحقيقي من حرم العافية في دينه ، والمصاب الحقيقي هو التفريط في الدين ، والشرف والعرض !!
نحسب أنك تعلمين ذلك ، ونحسب أنك تعلمين خطأ الطريق الذي كنت تمشين فيه ، ثم ماذا ربحت في النهاية ، سوى الإحباط ، واليأس ، وجرأة الفساق والفجار عليك ، وقد كدت أن تسقطي في مهواة الرذيلة ، وكاد الفاجر أن يوقع بك ، لولا أن سلم الله ، ولذلك قال لك : مع السلامة !!
لأنه لا يريد إلا النتن والنجس ؛ لا يريد الطهر ، ولا العفاف ، ولا الزواج .
ليس لك ـ إذا أردت الحفاظ على قلبك ، ودينك ، وشرفك وعرضك ، وكرامتك ، ليس لك للحفاظ على نفسك إلا طريق الطهر والعفاف : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) النور/29-30 .
فغضي بصرك عن الرجال ، واقطعي سبل الغواية عنك ، وحرمي على نفسك دخول مواقع الفساد ، والمحادثات ، بل امنعي نفسك عن الشبكة تماماً ، حتى تنفطم عن أبواب الشهوات ، وأسباب الفساد والغواية ، وصوني عرضك وشرفك عن مواطن الرذيلة والقذر ، واملئي فراغ قبلك ، وفراغ وقتك : بالباقيات الصالحات ، من ذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن ، وإقام الصلوات ، وسائر الطاعات ، وساعتها سوف تعلمين كيف تكون راحة القلب ، وكيف يكون طهره ونقاؤه من الوساوس ، وأمراض الشهوات والشبهات ؛ ثم اعلمي أن ذلك كله لن يبطئ بك عن رزق قد كتبه الله لك ، كما قد رأيت أن طريقك الأول ، لم يعجل لك رزقاً قد أخره الله عنك .
نسأل الله أن يهديك ، ويشرح صدرك للتوبة النصوح ، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب