الحمد لله.
الواجب على الموظف أن يتقي الله تعالى وأن يؤدي أعماله التي كلف بها بمقتضى وظيفته واستحق عليها راتبا ، لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) المائدة/1، وقوله : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) النساء/58 ، وقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) الأنفال/27، وقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ) النساء/29
وقد أحسنت فيما تقوم به من الأداء والإنجاز ، ونسأل الله أن يزيدك توفيقا وإحسانا .
وإذا أتممت ما كلفت به من عمل ، فلا حرج أن تقرأ القرآن أو الكتب الدينية في وقت فراغك.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إذا قام الموظف بأداء عمله المكلف به وأراد أن يستفيد من وقت الدوام بقراءة القرآن ، أو قراءة شيء مفيد ، أو حتى أراد أن ينعس ليرتاح قليلا ، فهل عليه شيء من ذلك ؟
فأجاب : " ليس عليه شيء مادام قائما بالعمل الذي وكل إليه ، أما إذا كان يفرط أو ينقص من أداء عمله ، فإن ذلك حرام عليه ولا يجوز ، وأما النعاس فلا رخصة له فيه لأنه لا يملك نفسه فقد ينام عن عمله من حيث لا يشعر " انتهى نقلا عن "فتاوى الحقوق" جمع خالد الجريسي ص 59 .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : " أنا موظف وفي العمل أقرأ القرآن الكريم في أوقات
الفراغ , ولكن المسئول ينهاني عن ذلك بقوله : إن هذا الوقت للعمل وليس لقراءة
القرآن . فما حكم ذلك جزاكم الله خيرا؟
فأجاب : إذا لم يكن لديك عمل فلا حرج في قراءة القرآن , وهكذا التسبيح والتهليل
والذكر , وهو خير من السكوت , أما إذا كانت القراءة تشغلك عن شيء يتعلق بعملك فلا
يجوز لك ذلك ؛ لأن الوقت مخصص للعمل , فلا يجوز لك أن تشغله بما يعوقك عن العمل "
انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (8/ 361).
على أن ذلك وإن كان جائزا ، فالأفضل لك أن تجعل أكثر ما تهتم به في وقت فراغك أثناء الدوام : في تعلم اللغة الإنجليزية ، ما دامت معرفتك بها تسمح لك باستخدامها في الدعوة ، فبهذا تحصل مصلحة التعلم النافع لما يفيدك في الدعوة ، وما يفيدك في عملك أيضا .
والله أعلم .
تعليق