الحمد لله.
ليس لأجزاء القرآن الكريم الثلاثين أسماء خاصة مأثورة تعرف بها ، يدل على ذلك دليلان مهمان :
الدليل الأول : أن تجزئة القرآن إلى ثلاثين جزءا وستين حزباً – كما هو مشهور في المصاحف المنتشرة اليوم – ليس أمراً توقيفيا مأثوراً عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ، وإنما هو اجتهاد تنسبه كتب التاريخ إلى الحجاج بن يوسف الثقفي (110هـ)، وانتشر – بحكم نفوذ الحكم آنذاك – في المصاحف ، وبقي إلى يومنا هذا ، وهو اجتهاد عليه الكثير من المآخذ والملاحظات ، لكنه في أمر شكلي وليس في أمر تعبدي أو عقائدي .
وقد سبق في موقعنا تقرير هذا الدليل بتوسع وتفصيل في الجواب رقم : (109885)
وقد قالت اللجنة الدائمة للإفتاء :
" لا نعلم شيئا يدل على التحزيب المثبت على هوامش المصاحف التي بيد الناس اليوم " انتهى.
عبد العزيز بن باز – عبد الرزاق عفيفي - عبد الله بن غديان – عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة " (4/30)
الدليل الثاني : أنه لم يرد عن الصحابة ولا عن التابعين تسميات خاصة لأجزاء القرآن الكريم الثلاثين ، بل ولم نقف عليه في كتب علوم القرآن ، وإنما الأسماء المشتهرة اليوم لبعض الأجزاء من استحداث حفظة القرآن الكريم ، وطلبة علوم القرآن ، لغرض الاختصار والتسهيل ، وليست أسماء مأثورة ، وهي : جزء " عم "، وجزء " تبارك "، وجزء " قد سمع "، وجزء " الذاريات "، وجزء " الأحقاف "، ثم بعد ذلك لا تشتهر الأجزاء بأسماء خاصة لأن بداية الجزء كثيراً ما تكون أثناء السور وليس في بدايتها .
والحاصل أنه ليس لأجزاء القرآن الكريم أسماء خاصة مأثورة يتناقلها أهل العلم .
والله أعلم .
تعليق