الحمد لله.
لا نعرف حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فيه عن جماعة من الناس تظهر قبل خروج الدجال تمهد لخروجه ، وقد استوعب الشيخ الألباني رحمه الله الأحاديث التي وردت عن المسيح الدجال في كتاب له بعنوان " قصة المسيح الدجال " ولم يذكر من ذلك شيئا .
ولا شك أن أتباعه من اليهود ، كما وردت به الأخبار الصحيحة ، لكن كون هناك جماعة ستظهر قبيل خروجه تمهد له وهم الماسونيون ، فهذا تخمين ورجم بالظن الكاذب وادعاء بغير دليل .
وأما الذي ورد في السنة ، مما يكون قبل خروج الدجال ، فهو- باختصار- :
لا يخرج الدجال حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق ، يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام ، فينتصر المسلمون عليهم ، ويتم لهم فتح القسطنطينية ، ثم يخرج الدجال .
وقبل خروجه تكون فرقة واختلاف وقحط وجوع شديد .
ويخرج الدجال في فساد من أحوال الناس ، وخفة من الدين ، وسوء ذات بين .
ويخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان في يهودية أصبهان ، يتبعه سبعون ألفا عليهم الطيالسة ، كأن وجوههم المجان المطرقة ، من خلة بين الشام والعراق .
ويخرج من غضبة يغضبها ، كأنه لما رأى نصر المسلمين ، يغضب هذه الغضبة ، ثم يخرج عليهم .
وإليك مفصل ذلك في الأخبار الصحيحة :
- روى مسلم (2899) عن يُسيْر بن جَابِر عن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ رضي الله
عنه قال : إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلَا
يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّأْمِ
فَقَالَ : عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ
الْإِسْلَامِ . قُلْتُ الرُّومَ تَعْنِي ؟ قَالَ : نَعَمْ وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمْ
الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ ، فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ
لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً ... الحديث وفيه : فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ
سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ ، فَجَاءَهُمْ الصَّرِيخُ إِنَّ
الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذَرَارِيِّهِمْ فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ
وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ
وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى
ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ أَوْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ
يَوْمَئِذٍ )
وروى مسلم (2900) عَنْ جَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ : قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ
فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ
ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ ) فَقَالَ نَافِعٌ : يَا جَابِرُ
لَا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ .
وروى مسلم (2897) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ
الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ
الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ، فَإِذَا تَصَافُّوا
قَالَتْ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا
نُقَاتِلْهُمْ . فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ
اللَّهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ
قُسْطَنْطِينِيَّةَ .
فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ
بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ
خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ . فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ ، فَإِذَا جَاءُوا
الشَّأْمَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ
إِذْ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ
فِي الْمَاءِ ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ
اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ )
- وروى أبو داود (4294) عن مَالك بنِ
يّخّامِر عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ
يَثْرِبَ ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ
فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ )
ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ
: إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ . -
يَعْنِي مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ . حسنه الألباني في "صحيح أبي داود" .
- وروى مسلم (2920) عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
: سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي
الْبَحْرِ ؟ قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ
حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَقَ ، فَإِذَا جَاءُوهَا
نَزَلُوا فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلَاحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ ، قَالُوا لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا - قَالَ
ثَوْرٌ – أحد الرواة - لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ - ثُمَّ
يَقُولُوا الثَّانِيَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيَسْقُطُ
جَانِبُهَا الْآخَرُ ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَاللَّهُ أَكْبَرُ فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا ، فَبَيْنَمَا
هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ إِذْ جَاءَهُمْ الصَّرِيخُ فَقَالَ : إِنَّ
الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ ، فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُونَ )
وروى أبو داود (4242) عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رضي الله عنهما عن رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي
ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ . فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ
اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ ؟ قَالَ : ( هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ، ثُمَّ
فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي
يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي ، وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ
، ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ
الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ
لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا
وَيُمْسِي كَافِرًا ، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ
إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ ، فَإِذَا
كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ ) صححه
الألباني في "صحيح أبي داود" .
وروى ابن حبان في "صحيحه" (6812) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله
أبو القاسم الصادق المصدوق : ( إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق
في زمان اختلاف من الناس وفرقة ، فيبلغ ما شاء الله من الأرض في أربعين يوما الله
أعلم ما مقدارها الله أعلم ما مقدارها - مرتين - وينزل الله عيسى ابن مريم )
وروى مسلم (2944) عن أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ
الطَّيَالِسَةُ ) .
وروى الترمذي (2237) وحسنه عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ
حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ
يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ) وصححه
الألباني في "صحيح الترمذي"
وروى أحمد (23946) عن عَائِشَةَ رضي
الله عنها قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي فَقَالَ لِي مَا يُبْكِيكِ ؟ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
ذَكَرْتُ الدَّجَّالَ فَبَكَيْتُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنْ يَخْرُجْ الدَّجَّالُ وَأَنَا حَيٌّ كَفَيْتُكُمُوهُ ،
وَإِنْ يَخْرُجْ الدَّجَّالُ بَعْدِي فَإِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ
بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ حَتَّى يَأْتِيَ
الْمَدِينَةَ فَيَنْزِلَ نَاحِيَتَهَا وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ عَلَى
كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ ، فَيَخْرُجَ إِلَيْهِ شِرَارُ أَهْلِهَا حَتَّى
يَأْتِيَ فِلَسْطِينَ بَابَ لُدٍّ ، فَيَنْزِلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام
فَيَقْتُلَهُ ، ثُمَّ يَمْكُثَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْأَرْضِ
أَرْبَعِينَ سَنَةً إِمَامًا عَدْلًا وَحَكَمًا مُقْسِطًا )
صححه الألباني في : "قصة المسيح الدجال" (ص 60)
وروى الحاكم (8612) عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال : ( يخرج الدجال في نقص من
الناس وخفة من الدين وسوء ذات بين ، فيرد كل منهل فتطوى له الأرض طي فروة الكبش ،
حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها ، ثم جبل إيلياء فيحاصر عصابة من
المسلمين فيقول لهم الذين عليهم : ما تنظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا
بالله أو يفتح لكم ؟ فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا ، فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم
فيقتل الدجال ويهزم أصحابه ، حتى أن الشجر والحجر والمدر يقول : يا مؤمن هذا يهودي
عندي فاقتله )
صححه الحاكم وقال الذهبي : على شرط البخاري ومسلم ، وقال الألباني : وهو كما قالا .
روى مسلم (2932) عن ابْن عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا )
والله تعالى أعلم .
راجع للاستزادة جواب السؤال رقم : (8806)
وراجع للتعريف بالماسونية وتاريخها جواب السؤال رقم : (34576)
تعليق