السبت 27 جمادى الآخرة 1446 - 28 ديسمبر 2024
العربية

حكم التسمية بـ \" عاشق السماء \" في الأسماء المستعارة بالمنتديات

156030

تاريخ النشر : 26-12-2010

المشاهدات : 23005

السؤال

ما حكم التسمية بنك نيم عشق السماء في المنتديات؟ هل هو حرام أم حلال ؟

الجواب

الحمد لله.


لم ترد كلمة " العشق " فيما نعلم في كلام السلف والأئمة على معنى محمود قط ؛ وذلك لأن العشق فيه إفراط وتعدٍ في المحبة ، وكل شيء كان بتلك المثابة فهو مذموم .
قال ابن منظور رحمه الله :
" سئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن الحُبِّ والعِشْقِ أَيّهما أَحمد ؟ فقال : الحُب ؛ لأن العِشْقَ فيه إِفراط . وسمي العاشِقُ عاشِقاً لأَنه يَذْبُلُ من شدة الهوى كما تَذْبُل العَشَقَةُ إِذا قطعت ، والعَشَقَةُ شجرة تَخْضَرُّ ثم تَدِقُّ وتَصْفَرُّ : عن الزجّاج " انتهى من "لسان العرب" (10 /251)
وقال أبو هلال العسكري رحمه الله :
الفرق بين العشق والمحبة : أن العشق شدة الشهوة لنيل المراد من المعشوق إذا كان إنسانا والعزم على مواقعته عند التمكن منه ، ولو كان العشق مفارقا للشهوة لجاز أن يكون العاشق خاليا من أن يشتهي النيل ممن يعشقه ، إلا أنه شهوة مخصوصة لا تفارق موضعها وهي شهوة الرجل للنيل ممن يعشقه ، ولا تسمى شهوته لشرب الخمر وأكل الطيب عشقا ، والعشق أيضا هو الشهوة التي إذا أفرطت وامتنع نيل ما يتعلق بها قتلت صاحبها ، ولا يقتل من الشهوات غيرها ، ألا ترى أن أحدا لم يمت من شهوة الخمر والطعام والطيب ولا من محبة داره أو ماله ، ومات خلق كثير من شهوة الخلوة مع المعشوق والنيل منه " انتهى من "الفروق اللغوية" (ص 358-359)

وأيضا : فالعشق لا يعرف في كلام العرب إلا فيما يُرغب في نكاحه .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
" العشق عند أهل اللغة لا يكون إلا لما ينكح " انتهى من "تلبيس إبليس" (ص 153)

وعليه : فلا يصح أن يقال : أعشق أبي أو أمي أو داري أو فرسي ، ونحو ذلك ، وكذا لا يصح أن يقال : أعشق القمر أو الكوكب أو السماء ونحو ذلك .
فإن قصد بـ " عاشق السماء " أو " عشق السماء " عشق أهلها فهو أعظم في الإساءة والنكارة.
وفي الأسماء الحسنة والكنى المليحة ما يغني المسلم عن هذه الأسماء المخترعة التي لا تخلو من مخالفة للشرع أو العقل أو اللغة أو العرف ، وخاصة إذا كان من تسمى بذلك امرأة ، فإن ذلك من دواعي تعلق الرجال بها ، وتطلعهم إليها ، ولا يبعد أن يصيبها هي لون من التشبه بأفعال أهل العشق والمجون ، من تأثرها بذلك الاسم .
والله تعالى أعلم .
راجع للفائدة جواب السؤال رقم (7180)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة