الحمد لله.
( ويل ) : كلمة وعيد وتخويف وتهديد ، وقال سيبويه : “ويح” كلمة زجر لمن أشرف على هلكة ، و “ويل” لمن وقع فيها . “فتح الباري” (1 /207) .
وقال القرطبي رحمه الله : ” معناه الخزي والعذاب والهلكة ” انتهى من “الجامع لأحكام القرآن” (20 /181)
وقال الخازن : “الويل” كلمة تقولها العرب لكل من وقع في هلكة ، وأصلها في اللغة العذاب والهلاك ” “تحفة الأحوذي” (9 /39)
وقال السعدي رحمه الله : ” الويل : كلمة جامعة لكل عقوبة وحزن وعذاب وخوف “
“تفسير السعدي” (ص 813)
فمن أطلقها وقصد بها التهديد والإنذار لفعل مخالف للشريعة ، فلا بأس بإطلاقها . ومنه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (96) ومسلم (241)
ومن أطلقها على كل ما يراه مخالفا ، ولو كان من الخلاف السائغ بين أهل العلم ، أو أطلقها على مخالفة سنة من السنن ، كأن يقول : الويل لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب خلف الإمام ، أو يقول : الويل لمن ترك سنة المغرب فلم يصلّها ، فمثل هذا لا يجوز .
ومن قالها يقصد بها الدعاء على نفسه فلا يجوز ، إلا أن تخرج مخرج الشرط ، كأن يقول : يا ويلي من عذاب الله إن لم يغفر لي . كما قال عمر رضي الله عنه حين طُعن : ” ويلي وويل أمي إن لم يغفر لي ” رواه الإمام أحمد في “الزهد” (ص125)
أما قول من يقول إنها تحبط ما قبلها من الأعمال فقول غير صحيح ، حيث لا دليل عليه .
وعلى من قالها بقصد أو بغير قصد في غير موضعها الذي يجوز إطلاقها فيه أن يستغفر الله ثم لا يعود .
راجع لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (81874) ، (128040)
والله تعالى أعلم .
تعليق