الخميس 9 شوّال 1445 - 18 ابريل 2024
العربية

لا يخشع قلبه عند سماع القرآن ، ويتأثر عند سماع النشيد

159242

تاريخ النشر : 16-12-2010

المشاهدات : 43924

السؤال

عندما أسمع القرآن أو أقرأه فإني لا أتأثر من سماعه ولا يتحرك قلبي ولا يخشع بينما أحياناً عندما أستمع إلى نشيد فإني أتأثر جداً فما هو الحل؟؟

الجواب

الحمد لله.


القرآن هو خير الكلام وأنفعه ، وأكثره تأثيراً وإصلاحاً للنفس ، قال الله تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) الزمر/23 ، وقال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال/2 .
وكون المسلم لا يتأثر عند سماع القرآن أو قراءته ويتأثر عند سماع الأناشيد ، هذا نذير خطر، وسؤالك يدل على أنك غير راضٍ عن هذه الحال فعليك أن تبادر بمعالجة الأمر قبل أن يشتد الخطر ، وعلاج ذلك يكون بما يلي :
1- الإكثار من قراءة القرآن الكريم ، فهجر القرآن قد يكون سبباً لحرمان الشخص من الانتفاع بالقرآن الكريم .
2- الاهتمام بمعرفة معاني القرآن الكريم ، ولو من تفسير مختصر ، كتفسير السعدي رحمه الله ، فقد يكون السبب لعدم الخشوع والتأثر عند القرآن الكريم هو عدم معرفة معناه .
3- الإكثار من ذكر الله تعالى وطاعته ، فذلك سبب قوي من أسباب رقة القلب وإزالة القسوة عنه .
4- التوبة إلى الله من جميع المعاصي ، والاستقامة على أمر الله ، فقد يعاقب الإنسان على معصيته ، فيحرم من الخير ومن الخشوع ومن التدبر .
5- الإقلال من سماع الأناشيد أو عدم ذلك بالكلية ، حتى يصح القلب وتعود له الحياة والتأثر والانتفاع بكلام الله .
وإليك فتاوى لبعض العلماء في ذلك :
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
" أما ما تسمونه بالأناشيد الإسلامية : فقد أُعطي أكثر مما يستحق من الوقت ، والجهد ، والتنظيم ، حتى أصبح فنّاً من الفنون ، يحتل مكاناً من المناهج الدراسية ، والنشاط المدرسي ، ويقوم أصحاب التسجيل بتسجيل كميات هائلة منه للبيع والتوزيع ، حتى ملأ غالب البيوت ، وأقبل على استماعه كثير من الشباب والشابات ، حتى شغل كثيراً من وقتهم ، وأصبح استماعه يزاحم تسجيلات القرآن الكريم ، والسنَّة النبوية ، والمحاضرات ، والدروس العلميَّة المفيدة " انتهى.
"البيان لأخطاء بعض الكتاب" ( ص 342 ) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" أحسن ما يوصى به لعلاج القلب وقسوته العناية بالقرآن الكريم ، وتدبره والإكثار من تلاوته مع الإكثار من ذكر الله عز وجل ، فإن قراءة القرآن الكريم بالتدبر والإكثار من ذكر الله ، وقول : سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر ، وسبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك ، وله الحمد ، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ، كل هذه من أسباب إزالة القسوة " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (24 /388)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" أسباب قسوة القلب : الإعراض عن الله عز وجل والبعد عن تلاوة القرآن واشتغال الإنسان بالدنيا وأن تكون الدنيا أكبر همه ولا يهتم بأمور دينه ؛ لأن طاعة الله تعالى توجب لين القلب ورقته ورجوعه إلى الله تبارك وتعالى ، ودواء ذلك بالإقبال على الله والإنابة إليه وكثرة ذكره وكثرة قراءة القرآن وكثرة الطاعات بحسب المستطاع " انتهى .
"فتاوى نور على الدرب" - لابن عثيمين ( 12/171)
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب