الحمد لله.
ينبغي على المسلمين أن يقضوا على كل خلاف قائم بينهم من شأنه أن يورث الأحقاد والضغائن ، فالمؤمنون إخوة ، وقد أمر الله بالإصلاح بين المؤمنين المقتتلين ، ووصفهم بأخوة الإيمان .
فينبغي أن يتناسوا هذه الأحقاد ، وخاصة إذا كانوا على قدر من التدين كما جاء في السؤال .
وإذا رجا الولي من هذا المصاهرة أن تكون سبباً لإزالة تلك الشحناء والبغضاء ، كان مأموراً بالتزويح لسببين :
1- أن المرأة خطبها كفء .
2- للسعي في إزالة العداوة .
وقد روى الترمذي (1084) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) حسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .
ولكن ... إذا خشي الولي من تجدد الخلافات ، وأن تظلم
ابنته مع تلك الأسرة ، وأن يسيئوا إليها ، ولا يحسنوا عشرتها ، فيجوز له حينئذ رفض
ذلك الزوج ، لأن الولي يتصرف لمصلحة من تحت ولايته ، ومن مصلحتها في هذه الحالة أن
لا تتزوج من هذا الرجل .
والله أعلم .
تعليق