الحمد لله.
نحمد الله تعالى أن وفقك للندم على علاقتك المحرَّمة بتلك الفتاة ، وأن يسَّر لك التوبة من استمرارها ، وهذا فضل من ربك عليك عظيم يستوجب دوام الشكر له تعالى أن هداك وسددك ، ويحتاج الأمر منك أن تزيد من طاعتك لخالقك عز وجل ، وأن تقوي إيمانك ، وأن تتسلح بالتقوى له بالقول والفعل .
واعلم – أخي السائل – أن الشيطان الرجيم يسوؤه توبة العبد لربِّه تعالى ، فهو يرى العبد غارقاً في الذنوب والمعاصي فيفرحه هذا ، ويرى العبد يرجع إلى ربِّه بتوبة صادقة فيغتاظ ، فاثبت على توبتك وازدد من طاعة ربِّك ، وتقرَّب إليه بأداء الفرائض والنوافل ؛ فعسى الله أن يسدِّد لك سمعك وبصرك وجميع جوارحك .
واعلم أنك لن تجد أحداً على علم بشرع الله تعالى ، وعلى اطلاع بسبل الشيطان ومكائده ، وعلى دراية بأحوال النفس وشرورها ، لن تجده إلا وهو ينصحك بأن لا ترد على رسائل تلك الفتاة ، وأن لا تحادثها ولو من أجل الدعوة ؛ فإن الشيطان لن يزيِّن رجوعك للعلاقة المحرَّمة معها بما كان بينكما من معاص وذنوب ، لكنه سيزين لك أمر الرجوع إليها بحجة الدعوة إلى الله وإنقاذها من الكفر ، فاحرص أشد الحرص على ضبط نفسك ، وإياك إياك أن تعيد العلاقة بتلك الحجة فإنك إن وضعت رجلك في أول الطريق لا تدري ما ينتهي بك الأمر ، قال تعالى ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) النور/ 21 .
وحتى تقطع على الشيطان بعض مكره في أنَّ تلك الفتاة بحاجة للدعوة إلى الإسلام فيمكنك أن تجعل إحدى أخواتك – مثلاً – ترسل لها عناوين مواقع إسلامية لمراسلتها ، أو مواقع دعوية خاصة بالنساء ، وهناك تجد أخوات داعيات يمكنها الاستفادة منهن بالسؤال والاستفسار ، وأما أنت فتجاهل رسائلها ولا تردَّ عليها بشيء حماية لنفسك وصيانة لدينك .
بل إننا ننصحك أن تلغي بريدك السابق بالكلية ، وتنشئ لك حسابا جديدا ، لا تتمكن هي من الوصول إليه ، ولا تحتفظ بعنوانها القديم .
وقد بيَّنا حكم المراسلة والمحادثة بين الجنسين في فتاوى متعددة ، فانظر جوابي السؤالين : ( 78375 ) و ( 34841 ) و ( 115289 ) .
نسأل الله تعالى أن يحبَّب إليك الإيمان ويزينه في
قلبك ، وأن يكرِّه إليك الكفر والفسوق والعصيان ، وأن يجعلك من الراشدين .
والله أعلم
تعليق