الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

أسلمت ولم تشهر إسلامها ويريدون تزويجها من نصراني

السؤال

لي زميلة مسيحية ، ولكنها بفضل الله نطقت الشهادتين ، وتصلي وتصوم منذ عدة سنوات ، ولكن بدون علم أهلها ( تحديدا والدتها ) . المشكلة تبدأ في أن والد الفتاة في الأصل كان مسلما ، ولكنه انفصل عن أهله وتنصر في الخفاء وتزوج من سيدة نصرانية بعقد مدني ، وأنجبا بناتاً وأولاداً ، وقد قام الأب والأم بتغيير اسم الجد ولقب العائلة في بيانات أولادهم حتى يكون الاسم مسيحيا ، لأن اسم الأب الحقيقي يدل علي الإسلام ، وعندما كبرت البنت وعرفت الحقيقة وعلمت أنها مسلمة من الأساس وعن اقتناع تام نطقت الشهادتين وتقوم بالصلاة والصيام في رمضان وقراءة القرآن ، وهي تريد أن تشهر إسلامها في الأزهر الشريف وتتزوج من شاب مسلم ، لكن والدتها لا تريد ذلك وتتوعدها بالمقاطعة وأنها مريضة وقد يؤدي ذلك إلى موتها وتحمل ابنتها مسئولية ذلك ، وتقول لها إنها مسيحية من الأساس و بياناتها تدل علي ذلك ، أما والدها فمنذ فترة بدأ يصلي ويقول إنه ندم علي ما فعل في الماضي ، ولكن لا يستطيع مساعده ابنته في إشهار إسلامها حتى لا يفتضح أمره حسب قوله ، ووالدة البنت تريد أن تزوجها من شاب نصراني حتى تغلق أمامها أي باب للإسلام ، وتقول لابنتها لو أسلمت سوف أقاطعك مدى الحياة وسوف تخرجين من بيتي . ماذا تفعل البنت حتى تنجو بدينها وتأمن بطش والدتها أو مقاطعتها لها ، وهل تأثم البنت لو تزوجت من الشاب النصراني تحت ضغط والدتها ، حتى لا تتحمل ذنب موتها مثلا بسبب صدمتها. أنا أنقل لكم الأمر ، حيث استأمنتني هذه الزميلة أن أنقله لكم ، لأنها تريد أن تفوز بالآخرة ، ومقتنعة جداً بالإسلام ، ولا تريد أن تموت على النصرانية ، وتريد أن تعرف رأي الدين في أمرها ، وما يجب أن تفعله لترضي الله و رسوله . و جزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله.


أولا:
نحمد الله تعالى أن وفق أختنا الكريمة للإسلام وأداء الصلاة والصوم ، ونسأله تعالى أن يمن عليها بالثبات والتوفيق وهداية أهلها وذويها .
ثانيا :
لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من نصراني ، ولا يعتبر هذا نكاحا ، بل هو زنى وسفاح ، وعليها أن ترفض ذلك وتأباه بكل وسيلة ممكنة ، وأن تبادر بإشهار إسلامها في الأوراق الرسمية ، وتستعين في ذلك بأهل الخبرة من محامٍ ونحوه .
وإذا ترتب على إعلان إسلامها مقاطعة والدتها لها ، أو مرضها ، أو حتى موتها : فلا ذنب ولا إثم عليها في ذلك ؛ لأنها فعلت ما هو واجب عليها ، وطاعة الله ومرضاته فوق طاعة كل أحد ، والمسألة عظيمة ، مسألة كفر وإيمان ، فلا مجال فيها للعاطفة والشفقة ، ولعل في إعلانها الإسلام تمهيدا لإسلام أبيها وأمها ولو بعد حين .
والحاصل أن ثباتها على الإسلام هو الفرض والواجب ، وليس وراء ذلك إلا الردة والخسران ، وأنه لا يجوز لها بحال أن تتزوج من نصراني ، وأن عليها أن تبادر بإثبات إسلامها بحسب الإجراءات الرسمية المعتادة ، ثم تتلطف في إعلام أهلها بذلك ، وتستعين بأهل الخبرة والدراية في هذه القضية ، وأن ما يترتب على إعلان إسلامها من قطيعة أهلها أو مرضهم ، لا تتحمل منه شيئا .
ونظن أن الظروف العامة الآن أكثر مساعدة على هذا الأمر مما كان عليه الحال قبل ذلك .
ونسأل الله تعالى أن يقر عينها بهداية أهلها .
وننبه على أن الصواب أن تقول : لي زميلة (كانت) مسيحية ... لأنها الآن مسلمة ... وتأخر إعلان وإشهار إسلامها لا يعني أنها لم تسلم . فمن نطق بالشهادتين على وجه الجزم دخل في الإسلام ، وطولب بالصلاة وغيرها من الفرائض ، وقد فعلت ذلك والحمد لله .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب