الحمد لله.
أولا :
من نعم الله عليك وعلى والدتك وأخيك ، بل هي أعظم نعم الله عليكم جميعاً أن هداكم للإيمان ، وشرح صدوركم لدين الإسلام ، فنسأل الله أن يزيدكم إيمانا ويقينا وهدى وتقى ، وأن يثبتكم على ما يحبه ويرضاه حتى نلقاه .
ومن الواجبات الشرعية عليكم ، بعد أن هداكم الله ، أن تسعوا في هداية جدتكم هذه بكل سبيل ، وتعريفها بما شرح الله صدوركم له ، مع مراعاة ظروف السن الكبيرة ، وما يكون عليه الإنسان عادة في مثل هذه السن من التشبث بما عليه الآباء والأجداد ، والمحافظة على الدين المتوارث القديم ؛ فتلطفوا لهدايتها ، وحاولوا معها بما استطعتم من لين ورفق وأناة ، لعل الله أن يهديها على أيديكم ، ويشرح صدرها لدينه .
ثانيا :
إذا كانت النقطة الحمراء التي تطلب الجدة وضعها: علامة على دين المرأة ، أنها هندوسية ، أو غير ذلك من الملل: فلا يحل لها وضعها ؛ لأن هذا من التشبه المحرم بالكفار.
وإن كانت النقطة المشار إليها أمرا شائعاً في نساء الهند ، لا فرق في ذلك بين مسلمة وغيرها : فلا حرج في وضعها من هذه الناحية ، لكن ينظر بعد ذلك في كونها زينة أولا ؛ فإن كان وضع هذه النقطة زينة في نفسه ، يلفت الأنظار إلى من وضعتها ، ويدعو إلى النظر إليها : لم يجز وضعها كذلك ، لكن شأن الزينة أخف من شأن التشبه بالكفار ، وبإمكان والدتكم أن تخفي هذه النقطة التي تضعها بحجابها ، أو كساء رأسها ، أو نحو ذلك .
والمهم أن تجتهدوا في مداراة جدتكم قدر الاستطاعة ، مع عدم الوقوع في مخالفة شرعية صريحة ، إلى أن ييسر الله لكم أمركم ، ويجعل لكم فرجا ومخرجا ، ويغنيكم عن نفقة جدتكم ، واحرصوا على أن تجدوا عملا مناسبا ، أخوك بالمقام الأول ، ثم من يمكنه منكم أن يعمل عملا مناسبا ، ليس فيه مخالفة شرعية .
والله أعلم
تعليق