الجمعة 8 ربيع الآخر 1446 - 11 اكتوبر 2024
العربية

ما النصيحة لزوج ابتعد عن زوجته وأمه من أجل العمل ويخشى على نفسه الفتنة ؟

السؤال

أنا متزوج ولي أم ضريرة ، وأنا أعمل خارج الدولة وأترك زوجتي عند أمي لكي تساعدها ، وأنا خارج الدولة أحياناً تسول لي نفسي أرتكب بعض المعاصي مثل النظر على المواقع الإباحية ، وأحياناً أقضي شهوتي بالعادة السرية ، هل ربي يغفر لي من أجل أمي ؟ هل آخذ زوجتي معي من أجل ترك المعاصي وأترك أمي ؟ . أفيدوني ، جزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله.


أولاً:
لا شك أن الزوج الذي يبتعد عن زوجته من أجل الدراسة أو العمل فيكون في بلد بعيدٍ عنها أنه يعرِّض نفسه ويعرِّض زوجته للفتن والمعاصي المتعلقة – خاصة – بالبصر والفرج ، ولذا فإنَّنا نوصي الأزواج الالتفات لهذا الأمر المهم وعدم الابتعاد عن بيت الزوجية حتى لا يعرِّض نفسه وإياها لفتن قد يَخسر المفتون معها دينه ودنياه .
وغير خافٍ على مسلم أن النظر إلى المواقع الإباحية : محرَّم ، مفسد للقلب والدين ، وقد ذكرنا حكم هذا الفعل وما يتعلق به من طرق للتخلص منه في أجوبة متعددة ، فانظر أجوبة الأسئلة : ( 12301 ) و ( 39923 ) و ( 26985 ) و ( 10459 ) و ( 7669 ) .

وقد أمر الله تعالى بغض البصر للرجال والنساء على السواء ، وليس ابتعاد الزوج عن زوجته عذراً له لينظر إلى محرَّم عليه ، وإلا لكان عذراً أيضاً لزوجته ! وحاشا أن يكون هذا من شرع الله تعالى المطهَّر ، وليُنظر جواب السؤال رقم ( 20229 ) فقد ذكرنا هناك سبعاً وعشرين وسيلة من الوسائل المعينة على غض البصر ، وتجد " فوائد غض البصر " في جواب السؤال رقم ( 22917 ) ، وقد ذكرنا في جواب السؤال رقم ( 33651 ) طرق مواجهة فتنة النساء ، وفي جواب السؤل رقم ( 20161 ) تجد حل مشكلة الشهوة وتصريفها.

وأما العادة السريَّة فهي محرَّمة أيضاً ، ولمعرفة حكم الاستمناء وكيفية علاجها : انظر جوابي السؤالين ( 329 ) و ( 101539 ) .

واعلم – أخي السائل – أن برَّك بأمِّك لا يعفيك من إثم تلك المعاصي ؛ بل برك بأمك حسنة عظيمة ، وهذا الذي تقع فيه سيئة أيضا ، والأمر يوم القيامة : بالحسنات والسيئات ؛ فاحذر يا عبد الله أن تهلك ما تأتي به من الحسنات ، وتذهب أجرها بما تفعله منن السيئات ، إذا تراكمت عليك ، حتى رجحت كفتها .
ثانياً:
الذي ننصحك به – أخي السائل – أن تفعل أحد هذه الأمور :
الأول : أن ترجع إلى بلدك وتكون بجانب أمك وزوجتك ، حتى ولو كان ذلك على حساب سعة المال ، ووفرة الرزق ، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
الثاني : أن تأتي بزوجتك وأمك ليكونا معك في البلد الذي تعمل فيه ، متى قدرت على ذلك .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب