الحمد لله.
لا حرج في فحص العامل طبيا وبيان مدى صلاحيته وتأهّله للعمل ، كما أنه لا حرج في زيارة أماكن العمل لتحديد ما يصلح منها وما لا يصلح ، مع تجنب زيارة الأماكن التي تقوم على العمل المحرم كالبنوك الربوية ومصانع الخمور والدخان وصالات الرقص ونحوها ؛ لأن كتابة التقرير بصلاحيتها كمكان للعمل من الجهة الطبية ، يتضمن السكوت عما فيها من الحرام ، ومعلوم أنه لا يجوز العمل في هذه الأمكنة ، بل جاء التصريح بلعن أصحابها ككاتب الربا وشاهده ، وعاصر الخمر وحاملها وبائعها .
فالواجب أن تمتنع عن زيارة هذه الأمكنة أو تسجيل صلاحيتها كمحل للعمل .
ولا ينبغي لأحد أن تمنعه هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه ، بل يبين ويوضح ، ويذكّر وينصح ، ويعلم أن ذلك لا ينقص من رزقه شيئا .
وقد روى أحمد (11030) والترمذي (2191) وابن ماجه (4007) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ خَطِيبًا فَكَانَ فِيمَا قَالَ : ( أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا عَلِمَهُ ) والحديث صححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
تعليق