الحمد لله.
أولاً:
نحمد الله تعالى أن وفَّق تلك الأخت للدخول في الإسلام ، ونحن نهنئها على عظم هذا الإنجاز في حياتها ، وليس هناك نعمة تضاهي هذه التي أكرمها الله تعالى بها : أن أنقذها من عبادة الأوثان لتكون في طائفة الموحدين لخالق الأكوان ، ونوصيها بدوام شكره تعالى على هذه النعمة بقلبها ولسانها وجوارحها ، ومن أعظم شكر الجوارح الصلاة ثم القيام بالواجبات الشرعية الأخرى على قدر استطاعتها .
ونسأل الله تعالى أن يكتب لك – أخي السائل - أجر دخولها في الإسلام وأن يعتق رقبتك من النار ، ومع ثنائنا عليك ودعائنا لك بالخير نوصيك بالحذر من علاقتك بتلك الفتاة ، فلا يعني أنك كنت تدعوها للإسلام أنه كان يجوز لك إنشاء علاقة معها ، ولا أنها بالفعل قد دخلت فيه أنه يجوز لك البقاء على تلك العلاقة ، ونسأل الله تعالى أن يعفو عنك فيما مضى ، ولكن نوصيك بعدم الاستمرار في تلك العلاقة ، ولا يعني هذا التخلي عن تلك الأخت بل هي أختنا جميعاً ومن حقها علينا الوقوف معها ونصرتها ، ولكن ليس ذلك بمباشرة علاقة شخصية معها من رجل أجنبي عنها ، ولذا فعليك أن تصلها بأخوات طالبات علم ومستقيمات على شرع الله لتكون علاقتها بهنَّ وإذا كانت بعض تلك الأخوات من محارمك فهو أفضل لتكون أنت حلقة وصل بينهن وبين تلك الفتاة ، ويجب عليك أن تعلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وأن له طرقه الخبيثة للإيقاع بالدعاة والعاملين للإسلام في شباكه - وانظر جوابي السؤالين ( 26890 ) و ( 82702 ) - .
ثانياً:
الأخت الفاضلة تلك لا تُكلَّف شرعاً إلا بما تستطيعه من الطاعات الواجبة ، ولتحرص
أكثر ما تحرص على الصلاة فإنها أهم أركان الدين العملية ، ولتصلِّ على حسب قدرتها
ولو بجمع الظهر والعصر أو المغرب والعشاء في وقت إحداهما ، ومن المهم النظر في
جوابي السؤالين ( 153572 ) و (
100726 ) لمعرفة مسائل الصلاة لمن
هو في مثل حالها .
وليكن في نية الأخت الفاضلة أن ذلك كله مؤقت وأنه سيأتي يوم تجهر فيه – إن شاء الله
- بدينها وتقوم بالواجبات الشرعية على وجهها المشروع ، متى تمكنت من ذلك ، وجعل
الله لها فرجا ومخرجا مما هي فيه .
ثالثاً:
إذا اضطرت الأخت الفاضلة للجلوس مع أهلها وقراءة ما يسمونه " الكتاب المقدس " : فلا
حرج عليها – إن شاء الله – من مشاركتهم وهي معذورة بالاضطرار والإكراه ، ولتحاول أن
تنتقي من ذلك الكتاب الفقرات المتعلقة بالسلوك والتعامل مع الآخرين دون ما يتعلق
بالعقيدة والتوحيد .
رابعاً:
أما فيما يتعلق بتزوجها من وثني من أهل ديانة أهلها : فهو أمر – ولا شك – منكر
وعظيم ونحن نعلم بغضها وكراهيتها لذلك ، ولذا فلتحاول منع حدوث هذا الأمر بكل طريق
ممكنة إلى أن تُغلق في وجهها الطرق كلها ، فإذا حصل ذلك فلا بدَّ من مصارحة أهلها
بالحقيقة ولتنظر تصرفهم بعد ذلك معها ، فإذا قبلوا ذلك وأبقوها في بيتهم ولم
يرغموها على التزوج من ذاك الوثني أو غيره : فلتبق بينهم مظهرة لدينها داعية له
وعسى الله تعالى أن يهدي أهلها أو بعضهم ، وإذا خافت على نفسها إن صارحتهم بذلك ،
أو رأت منهم عنتاً وشدة وقسوة مما قد يسبب فتنة عن دينها أو أنهم سيكرهونها على
التزوج بذاك الوثني أو غيره : فلتحرص على الخروج من منزل أهلها إلى مركز إسلامي
موثوق ، أو إلى أسرة مسلمة موثوقة ؛ لتحافظ على دينها وتلقى ربَّها على التوحيد
والإسلام ، ولتعلم أنه قد سبقها غيرها كثير إلى ذلك فاختارت تلك النسوة هجر أهاليهن
وبلادهن وأزواجهن وأولادهن من أجل الحفاظ على تلك النعمة الغالية العظيمة وهي
الإسلام ، والمرجو من الله تعالى أن يكرمها بالخير وتيسير أمرها ، وإذا أخلصت في
الدعاء رُجي أن يكون ذلك عاجلاً غير آجل .
( 143540 ) (
129423 ) (
69752 ) (
165167 ) .
ونسأل الله تعالى أن يثبتها على دينه وأن يرزقها الصبر والاحتساب وأن يعجِّل تيسير
أمرها وأن يهدي أهلها للإسلام .
والله أعلم
تعليق