الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

حكم الدعاء الجماعي للميت بعد الدفن وإعطاء أجرة لمن يقوم بالدعاء

السؤال


في بلدتنا يقوم الناس باستدعاء إمام المسجد والدعاء للموتى من أقربائهم في جماعة عند قبورهم ولدي هنا خمس أسئلة: 1-هل يقبل الله الدعاء للميت ( عند القبر) من أي شخص عدا ولده الصالح ؟ ( كما ذكر في الحديث) . 2-ألا يقبل الله دعاء الابنة الصالحة لوالدها المتوفي ؟ 3-هل يعد هذا الدعاء الجماعي بدعة ؟ 4- دفع الأجرة للإمام مقابل الدعاء يبدو شيئاً سيئاً , ألا يعد ذلك خطئاً ؟ 5- بعض الأقارب يبرر الأمر بقوله أن دخل الأئمة المادي قليل جداً ويحتاجون لدخل إضافي لكي يقوموا علي رعاية أسرهم . هل هذا التبرير صحيح ؟ جزاكم الله خيرا.

الجواب

الحمد لله.


أولا :
الدعاء للميت بعد الدفن مشروع ، يفعله الابن وغيره ؛ لحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ : ( اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ ) رواه أبو داود (3221) ، وصححه الألباني في أحكام الجنائز ص198 .
فيستحب لكل مسلم حضر الدفن أن يدعو للميت .
ثانيا :
دعاء البنت الصالحة لوالدها ، يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ : إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم (1631) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ؛ لأن الولد في لغة العرب يشمل الذكر والأنثى ، كما في قوله تعالى : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) النساء/ 10
ثالثا :
الدعاء الجماعي بعد الدفن ، إن كان يحصل أحيانا ، ولم يجعل سنة راتبة ، أو اتفق أن أحدهم دعا ، فأمن رواءه غيره : فقد أجازه بعض أهل العلم .
وإن كانوا يواظبون على هذه الطريقة كلما شيعوا جنازة ، أو زاروا الميت ، أو يخصصون وقتا لاجتماعهم ، أو كانوا يدعون بصوت واحد ، فهذا من البدع والمحدثات .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : " أرى بعض الناس يقفون عند القبر بعد دفن الميت ويدعون له , فهل هذا جائز ؟ وهل هناك دعاء مشروع يقال بعد الانتهاء من الدفن ؟ وهل هو جماعي كأن يدعو شخص ويؤمن الباقون على دعائه ؟ أم إن كل شخص يدعو وحده ؟ أفتونا جزاكم الله خيرا.
الجواب : قد دلت السنة الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم على شرعية الدعاء للميت بعد الدفن , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : استغفروا لأخيكم، واسألوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل ، ولا حرج في أن يدعو واحد، ويؤمن السامعون أو يدعو كل واحد بنفسه للميت، والله ولي التوفيق " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (13/ 204).
وسئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ أيضا :
"الدعاء الجماعي عند القبور ما حكمه؟" .
فأجاب :
" ليس فيه مانع ؛ إذا دعا واحد وأمَّنَ السامعون فلا بأس ، إذا لم يكن ذلك مقصودا ، وإنما سمعوا بعضهم يدعو فأمن الباقون ، ولا يسمى مثل هذا جماعيا لكونه لم يقصد " انتهى من " فتاوى الشيخ ابن باز " (13/340) .

رابعا :
لا يشرع دفع الأجرة للإمام مقابل دعائه للميت ، وليس من السنة تطويل الوقوف عند القبر ، وأي خير في دعاء إنسان مستأجر !
وينظر للفائدة : سؤال رقم (83829) .
خامسا :
ينبغي إعانة الأئمة الفقراء من الزكاة والصدقة ، ولا يجوز تشجيعهم على البدع والمحدثات .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب