الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

هل يجوز عمل كعكة تقدم للطفل في عيد ميلاده بدون إقامة حفلة ؟

السؤال

يتعلق سؤالي بأعياد الميلاد ، فأنا أقوم عادة بتلقي طلبات لعمل كعكات لمناسبات مختلفة ، عدا كعكة عيد الميلاد وأية مناسبة غير إسلامية ؛ لأنه قيل لي أن ذلك حرام ، وقد تلقيت طلبا ذات مرة لعمل كعكة عيد ميلاد ورفضته ، وحاولت أن أوضح لهم سبب الرفض فقالوا لي : إنهم لن يقوموا بإقامة حفلة ، وإنهم يريدون فقط أن يقدموا الكعكة للطفل بغرض إسعاده ، فهل هذا جائز؟ وهل آثم إذا قمت بعمل الكعكة حتى وان لم تكن لإقامة حفلة ؟ وبارك الله فيكم .

الجواب

الحمد لله.

أولا :
لا يوجد في الإسلام إلا عيدان اثنان ، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما عدا هذين العيدين فأعياد ومناسبات محدثة لا يجوز الاحتفال بها ولا المعونة على ذلك .
قال علماء اللجنة الدائمة :
" لا يجوز الاحتفال بمناسبة ليلة القدر ولا غيرها من الليالي ولا الاحتفال لإحياء المناسبات ؛ كليلة النصف من شعبان ، وليلة المعراج ، ويوم المولد النبوي ؛ لأن هذا من البدع المحدثة التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) ، ولا يجوز الإعانة على إقامة هذه الاحتفالات بالمال ولا بالهدايا ولا توزيع أكواب الشاي ، ولا يجوز إلقاء الخطب والمحاضرات فيها ؛ لأن هذا من إقراراها والتشجيع عليها ، بل يجب إنكارها وعدم حضورها " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (2 /257-258) .
وعليه : فلا يجوز لك عمل كعكات لهذه المناسبات وأمثالها ؛ لأنه من التعاون على الاحتفال بها ، والاحتفال بها لا يجوز ، فالتعاون على ذلك لا يجوز ؛ لعموم قول الله عز وجل : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة / 2 .
وقال علماء اللجنة أيضا :
" الهدايا بين الناس من الأمور التي تجلب المحبة والوئام ، وتسل من القلوب السخيمة والأحقاد ، وهي مرغب فيها شرعا ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ، ويثيب عليها ، وعلى ذلك جرى عمل المسلمين والحمد لله ، لكن إذا قارن الهدية سبب غير شرعي فإنها لا تجوز ، كالهدايا فى عاشوراء أو رجب ، أو بمناسبة أعياد الميلاد وغيرها من المبتدعات ؛ لأن فيها إعانة على الباطل ومشاركة في البدعة " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (16 /176) .

وعمل الكعكة وتقديمها للطفل في هذا اليوم مع إعلامه بأن هذا يوم ميلاده والرغبة في إدخال السرور عليه هو من الاحتفال وإن لم يسمه أهله احتفالا ، ولا شك أن الاحتفال قد يأخذ صوراً أوسع من هذا ، ولكن هذا لا يعني إباحة الأول ، وهم ما اختاروا هذا اليوم ليقدموا إلى الطفل الهدية إلا لما في نفوسهم من محبة هذه المناسبة والعمل على عدم مرور اليوم دون احتفال ولو لم يكن إلا مجرد تقديم هدية للطفل .
والله تعالى أعلم .
يراجع جواب السؤال رقم : (14355) ، (90026) .

 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب