الثلاثاء 18 جمادى الأولى 1446 - 19 نوفمبر 2024
العربية

حكم العمل مرشدة اجتماعية في المنظمة النصرانية " جيش الخلاص "

177928

تاريخ النشر : 29-06-2012

المشاهدات : 9201

السؤال


أنا في مشكلة وأحتاج لنصيحتكم ، حيث إني أعمل في " جيش الخلاص " وهي منظمة مسيحية بروتستانتية منذ فترة كمشرفة على خدمات الوقاية من الانتحار ، وعملي الأساسي من البيت ، حيث إن عملي هو عبارة عن تلقي مكالمات هاتفية من العملاء ، وهم الأشخاص الذين يمرون بحالة إحباط أو اكتئاب شديد قد يؤدي للانتحار وما شابه ، وتقييم حالتهم ثم الاتصال بالشرطة لإنقاذهم إن اقتضى الأمر . مع أن " جيش الخلاص " مؤسسة مسيحية إلا أنه لا يشترط أن يعمل فيه المسيحيون فقط ، كما أنه لا يتعارض مع قيمي وأساسيات ديني الإسلامية . كنت مرتاحة في هذا العمل ولكني بدأت أقلق منه ولم أعد في راحة نفسية من هذا العمل ؛ وذلك لعدة أسباب : 1. بعض العملاء الذين يتصلون بي من الرجال ومع أني أتكلم معهم مع احتفاظي بحدود المهنية ، ولكن في الأول والآخر فهم ذكور ، وهذا أمر يقلقني . 2. طبيعة عملي تقتضي أن أستمع لشكاوى العملاء والتي تكون معظمها بسبب إدمان المخدرات والعلاقات الحرمة وحالات الإحباط وغيرها ، فهل الاستماع لمثل هذه الشكاوى حرام ؟ 3. هذه المؤسسة التي أعمل فيها مسيحية ، وكل أعضائها مسيحيون ، ومع أني أعمل بها إلا أني لست عضواً فيها ، وهم لا يمانعون في عملي معهم كمسلمة ، ولا يحاولون فرض أي قيم مخالفة لديني أو شيئًا من هذا القبيل . سؤالي :
هل العمل في هذه المؤسسة المسيحية حرام ؟

الجواب

الحمد لله.


لا يجوز العمل تحت مظلة " جيش الخلاص " ؛ لأنها منظمة نصرانية خطيرة ، تتخذ من مساعدة الضعفاء والفقراء وسيلة لنشر الدين النصراني البروتستانتي ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة/ 51 .
ومن عقيدتهم التي يجاهرون بها : أن " المسيح " هو المخلص للبشرية ، وهي – كذلك - تبشر بالإنجيل المحرف .
وفي الطقوس : يتخذ أتباعها لهم علماً من لونين الأبيض ويرمز إلى القداسة ، والأحمر ويرمز إلى دم المسيح الفادي ، وتتصدره نجمة ذهبية ترمز إلى الروح القدس ، وشعارهم هو " الدم والنار " أي : دم المسيح ونار الروح القدس .
وهم وإن خالفوا بعض شعائر البروتستانتية إلا أنها تتفق معها على الشرك بالله وعلى التكذيب بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
ومؤسس هذه المؤسسة هو " بوث وليم " وهو مُنصر بريطاني ! .
ويلتقي تحت لواء " جيش الخلاص " عدد كبير من الموسيقيين الغربيين الذين يوظفون الموسيقى أداة للتنصير ، فهو جيش ديني يعالج الناس باسم المسيح ؛ فلا يصح للمسلم أن ينضم تحت لوائه ، أو يصبح جنديّاً في جيشه .
ثم إن التبسط في الكلام مع هؤلاء الرجال المتصلين ، ومتابعة أحوالهم ، من شأنه أن يجر إلى المزيد من الكلام العاطفي معهم – بسبب أحوالهم النفسية – مما قد يؤدي إلى تعلق محرم وفتنة إما من جهتين أو من جهة واحدة ، والله يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور/ 21 .
ولو كانت ظروف هذا العمل ، تسمح لك بعلاج أولئك بدعوتهم للإسلام ، لكان لعملك وجه شرعي قوي ، لكننا نعتقد أن الصورة العامة ، والبرنامج العام لعلاج المترددين ، والتعامل معهم : لن يسمح بذلك ، حتى لو قدر أنه لم يكن هناك مانع من الناحية النظرية .

وعلى كل حال ، فالذي ننصحك به هو ترك العمل مع هذه المؤسسة ، والبحث عن عملٍ مباح آخر ، ويمكنك استثمار طاقتك وخبرتك في العمل مع مؤسسات ومراكز إسلامية للعمل في ذات الاتجاه ، أو للعناية بالراغبات بالإسلام أو بالمسلمات الجدد ، وإذا استطعتِ فاجعلي عملك في البيت فهو خير من عمل يقتضي منك خروجاً منه وظهوراً للناس .
ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه رضاه وأن يتقبل منك صالح عملك ، وأن ييسر لك عملاً تخدمين به دينك .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب